منوعات

“الانكشارية” عماد الدولة العثمانية -بقلم-محمد جمال

 

اهتم الاتراك العثمانيون بأمور جيشهم اهتمامًا كبيرًا لان الحكومة العثمانية تهتم فى المقام الاول بأمور الحرب والغزو واتساع رقعة أراضى الدولة العثمانية ثم يأتى بعد ذلك أمور الحكم والسياسة ، وتنقسم قوات الجيش العثمانى الى قوات نظامية التى تتكون من الانكشارية – وهى موضع حديثنا – والسباهية وقوات غير نظامية
والانكشارية لغويًا جاءت من كلمة ( يكيجرى ) بالكاف النونية وتنقسم هذه الكلمة الى مقطعين ( يكى ) بمعنى جديد و ( جرى ) بمعنى العسكر اذ يكون معنى هذه الكلمة العسكر الجديد أو الجند الجديد

ولكن الانكشارية كمصطلح هى جنود من المشاة تكونت فى عهد السلطان العثمانى أورخان ابن الامير عثمان أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية ، وكانت فى بادئ الامر هذه القوات تتألف من أهل الفتوة فى الأناضول الذين يتصفون بالنخوة والشجاعة ، ولكن بعد امتداد أراضى الدولة العثمانية اعتمد الاتراك على نصارى البلقان وذلك بعد ان يتم تنشئتهم وتهيئتهم على الدين الاسلامى وفى المجتمع التركى العثمانى.

عاش جنود الانكشارية حياة العزوبية حيث مُنع عنهم الزواج حتى عهد السلطان العثمانى سليم الاول الذى سمح لهم بالزواج فى سن متأخرة

اتبع جنود هذه الفرقة نهج أصحاب الحرف فى مسألة اختيار شيخ لكل طائفة ، و شيخ هذه الفرقة يُدعى ( الحاج بكتاش ) مؤسس الطريقة البكتاشية ، قيل أن السلطان أورخان ذهب الى مسكن الحاج بكتاش ومعه جنوده لكى يبارك لهم وينعم عليهم اسمًا ، فوضع الحاج بكتاش كمه على رأس أحد الجنود الواقفين فى الصف الأول وقال للسلطان أورخان ( ان القواد التى أنشأتها ستحمل اسم يكيجرى وستكون وجوههم بيضة مضيئة وستكون أزرعهم اليمنى قوية وتكون سيوفهم بتَّارة وسهامهم حادة وسيوفقون فى المعارك ولم يبرحوا ميدان القتال الاوقد انعقدت بهم ألوية النصر ) ، كانت الانكشارية – احياءً لبركة هذا الرجل – يرتدون قنصوة من الثياب الابيض ينزل منها قطعة من الصوف من الخلف

وفضلا عن خوض الانكشارية غمار الحروب فقد كان لها دورًا فى احدى الوظائف مثل حراسة الديوان الهيمايونى أو السلطانى أثناء اجتماعات الديوان

واحيانًا تصبح الانكشارية فى وقت السلام بمثل السلاح الذى يُطيح بالدولة فسرعان ما تقوم بثورات داخلية كما يظهر دورها أيضًا فى وقف الغزو أو عزل السلاطين من الحكم

ولكن سرعان ما أخفقت هذه الفرقة فى الحروب التى خاضت غمارها ابان القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلادى اذ فشلت فى صد خطر ثورة المورة ضد الحكم العثمانى ولكن لما استعان السلطان بمحـمد على – والى مصر آنذاك – وجيشه الحديث نجح فى ايقاف هذه الثورة واسترداد مدينة تيربوليتزا مقر الحكم العثمانى فى يونيه عام 1825 م

وعلى الرغم من ذلك حاول السلطان محمود الثانى مع الانكشارية اقناعهم لكى يتلقوا نظام التعليم العسكرى الأوربى الحديث ولكن محاولته هذه باءت بالفشل
فانتهز السلطان الفرصة وأصدر فتوى شرعية بابادتهم فأطاح بهذا الجيش ودمره وأفناه فى الواقعة المعروفة باسم الواقعة الخيرية عام 1828 م
هذه هى حكاية قوات الانكشارية النظامية التى أصبحت بين عشية وضحاها عماد الدولة العثمانية

محمد على

صحفى ومحرر أعلامى ورئيس تحرير وكالة الانوار اليوم الاخبارية ومسئول الديسك المركزى لبوابة الحقيقة نيوز والمراسل اليوم

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى