حكاوى القهاوى

حِوار مع الأديب سيد غيث حاوره لزهر دخان .. الجزء الأول

كتب لزهر دخان
في البدء أحب أن أعرف ضيفي للقارئ الحبيب :
دكتور / سيد غيث شاعر وناقد ، حاصل على دكتوراه ممنوحه في الأدب العربي المقارن عن دراسة في اللغة العربية ومقارنتها بالغات الأخرى السامية .رئيس مجلس إدارة دار ( الأديب) للطبع والنشر والتوزيع . له العديد من الكتب في الأدب العربي ومترجمات في الأدب العالمي .يبلغ عددها أكثر من 17 كتاب ، أخرها ديوانه الشعري بعنوان “شبر إغتراب ” الصادر عن دار الأديب في الشهر الماضي .
وفيما يلي الحوارالشيق الذي جمعنا بالأديب الكبير سيد غيث على حَرارة ماسنجر :
س / رغم أننا في بداية حوارنا.. إسمح لي أن يكون السؤال الأول هو : ماذا تقول للقاريء العربي .. كلمة تشجعه بها على قراءة كل الحوار.
ج / أقول : أن كل حوار مع أي شخصية له جمال الغوص في بحار الشخصية وأغوارها ويفتح أبواب كي نتعرف عليها من قريب .. فيسرد لنا تجربته الذاتية والشخصية مع الإبداع ومن أين بدء وكيف تفجرت بداخله ينابيع حب وعشق الأدب كون الموهبة ماهي الا هبة وعطية من قبل الله .. فدوماً أقول( كما إصطفى الله الأنبياء .. أيضاً تخير الشعراء ) .
***
س / سوف ينشر هذا الحوار في غالبية من الصحف المصرية المتعددة … ونود معرفة رأيك في صاحبة الجلالة المصرية.
ج / الصحافة المصرية لها باع كبير في إثراء الحراك الثقافي في مصروالوطن العربي . فلا تقاس حضارة الشعوب إلا بثقافتها .. والثقافة تأتي من القرأة فكانت الجريدة هي نافذة القارىء التي يطل منها ويدلف إلى عوالم الفكر والثقافة والمعلومة والإمتاع .
ولكن عندما دخلت علينا الوسائل الحديثة وصفحات (السوشيال ميديا ) سحبت الأبسطة من تحت أقدام الصحافة وقلت الجرائد اليومية كونها أصبحت متواجده في نسخة مخصصة لعرضها على وسائل الميديا المتنوعة ولكن لم تفقد رونقها كون الكتاب الورقي أو الصحيفة الورقية سوف تظل مع ثورة الحداثة إلى يوم يبعثون .
***
س / هل تعتقد أو تتصور أن الفراعنة كان فيهم ومنهم الشعراء ؟ إذا عِلمت أن الجاحظ قد تأكد من خلال أبحاثه من أن الشعر بدأ ينسج وينظم وينتشر في عهد الملك الضليل.
ج / البرديات الفرعونية أثبتت أن الفراعنه كانوا يكتبون الشعر والقصة والمقال فقد ولد الشعر مع ميلاد الإنسان فأول من نطق باللغة العربية هو نبي الله آدم واللغة العربية لغة عذبه بأقل الكلمات الممكنه تستطيع أن تكون صورة شعرية فقبل فترة الجاحظ وتأريخة علماء الأثار أثبتوا أن الفرعوني القديم كان يجيد الشعر .. وجاء من بعدهم أشعر الخلائق وهم العرب .. والدليل أن الله جل جلاله أنزل القرآن كي يعجزهم أهل اللغة والبلاغة .وكانوا من أهل الشعر لقوله تعالى ( وما علمناه الشعر .. وما ينبغي له .. إن هو إلا قرآن كريم ) .
***
س / الأن وقد أصبحت كما حلمت صغيراً من كبار الأدباء ، هل لا يزال مشوارك طويلاً أو أنت الأن في مرحلة الإستجمام بعد الخلاص من عبأ المهمة ؟
ج / بالعكس : فمازال مداد اليراع ينزف كون الإبداع ليس له سقف كي تصل إليه
ولم ولن يحد بزمان أو بعمر .. أو مكان .. فسنظل ننتج ونبدع ما دام ينبوع الموهبة متفجر بالإبداع .وثقلت على الأكتاف حمل أعباء دار النشر فلولا الدار والمسؤوليات لكانت أعمالي وصلت قرابه المئة كتاب في شتى مجالات الأدب العربي والعالمي .
***
س / لاحظنا أنكم تفضلون العمل الخيري على مخاطبة الناس بالقلم الذي لا يكلفكم المال فهل تفكرون في إنشاء مؤسسة خيرية.
ج / دار ( الأديب ) في حد ذاتها تعد مؤسسة خيرية كون الدار تفضل العمل الخدمي المدني مصحوب بالعمل الثقافي كي نثري الساحة الأدبية الثقافية ونقدم الشباب للساحة ونطبع لهم بدون مقابل ..مع اطلاق الدار لعدة مبادرات خيرية مجانية والغرض منها اسعاد الجميع ونشر مفهوم الثقافة على ربوع المحروسة والدليل هذه المبادرات والتي بدأتها الدار بمبادرة ( كتاب في يد كل طالب على مستوى مدارس الجمهورية – مبادرة المقهى الثقافي – مبادرة مستشفى سرطان الطفل – مبادرة بدل كتابك القديم بكتاب آخر جديد – مبادرة الزم بيتك في صحبة كتابك التي أطلقتها الدار في ظل وجود جائحة كورونا – وأخر المبادرات هي مبادرة تكريم أسر الأطباء اللذين توفاهم الله في ظل الجائحة ) . مع طبع ونشر وتوزيع كتب الأدباء الغير قادرين مادياً .. مع تسليط بؤرة الضوء الاعلامية من اذاعة وتليفزوين على الجيل الجديد وشباب المبدعين كي نعرفهم على المشاهدين والمحبين للشعر والشعراء . بهذا تكون دار ( الأديب ) مؤسسة ثقافية تضم
في طياتها العمل الخيري .
***
س / الأدب بالنسة للآديب هو ما يقدمه للناس من فن .و الكلمة هي جميع أدواته . فهل يبقى الأديب في حاجة إلى الأدباء ؟
ج / الحياة مبنية على التكامل الضمني بمعنى العوز فيحتاج بعضنا البعض عوامل مهمه في إستمرار المهام ..والحياة .. والإبداع .. كون الأديب لا يستطيع أن يبدع إلا من خلال تجاربه الشخصية ممزوجة مع تجارب الأخرين .. وإحتياج الأديب للأدباء شىء مفروغ منه كون الأدباء هم أوائل من يتلقون عمله ليقرؤن له ويستمعون إليه.. إحتياج ضروري لشعور الأديب بوجوده الأدبي فلولا وجود تضافر وتضامن فلن تجد إبداع حقيقي .
***
س / قرأت في كتابك الإلكتروني: الثقافة العربية بين مطرقة الجواهل وسندال المثقفين الكثير من الإهتمام باللغة العربية وأعْمدتها . وكنت قد أعجبت بالكتاب وشدني لقراءته كله .فهل تعرف السبب الذي جرني لعدم الإكتفاء منه .يعني علمنا سر المهنة؟
ج / سر المهنة يكمن في المصدقية .. خاطب القارئ بصدق مشاعرك .. وقدم له وجبه علمية منقحة .. وملقحة ينجذب اليك القاصي والداني .. والعلم وضعت أسراره بين جنبات الصادقين وعقول المفكرين .. فمن خصه الله بالعلم وهبه الخير الكثير فالعلماء ولستُ منهم ورثة الأنبياء .
***
س / سؤالي ما قبل الأخير : هل تعرف أنكم في مؤسسة .. الأديب للنشر والطباعة والتوزيع .. قد بلغتم ذروة النجاح .. أو نحن من لا يعلم أن طموحكم أبعد.
ج / أحييك على هذا السؤال الأكثر من رائع .. يحمل بين طياته انكم مقربين من الدار لدرجة انكم تكشفتم أمر الدار .. ويرجع الفضل لله ثم اجتهادنا وفريق العمل الدؤوب نعمل ليل نهار .. ومعنا بالدار كبار الشخصيات الأدبية بمصر والوطن العربي الحبيب .. ولكن كما أشرت سلفاً وقلت بأن الطموح ليس له حدود عند
من يقدمون كل جديد ومفيد للمكتبة العربية .
***
س / هل يُمكنك كتابة رواية ،أو قصة ،أو قصيدة، بجرة قلم واحدة .. أو أنت تتأنى في الكتابة كي لا يقتل الإستعجال جمال الأدب .
ج / الأدب ليس بصنعه الا عند من يدعون الابداع .. والموهبة هي الأساس وهذه الهبة والعطية لابد لها أن تثقل في البدء بالقراءة والدراسة .. ولكن من يتعجل ويكتب كل ساعة قصيدة كما نرى على صفحات (السوشيال ميديا) .. أقول لهم كان هناك شعراء الحوليات .. وهم من يكتبون القصيدة في حول كامل والحول هو العام كانت تكتب القصيدة في أربعة أشهر .. وتنقح وتلقح في أربعة أشهر .. وتلقى على مسامع الناس في أسواق الشعر في أربعة أشهر . أي لابد للقصيدة أو للعمل الأدبي أن يكتب بآليات .. وحبكة .. وأن تصبر على العمل كي يختمر بداخلك ويتعاك مع جوارحك ثم من تلقاء نفسه يجبرك أن تلفظه على الورق فيخرج في صورة عمل جيد محكم خارج من شغاف القلب ليمس في المتلقي ويقشعر فيه الأبدان والوجدان .
***
س/ نحن نعرف أنك ربما لا تزال ترغب في الحديث إلى جمهورك من خلال مواقعنا الإخبارية .. لهذا هل توافق على تمديد حوارنا معك إلى حلقة أخرى ، وماذا سنسمع منك في الحلقة القادمة ؟
ج / بالتأكيد .. يسعدني ويشرفني استكمال الحديث معكم كون الحديث مشوق ومثري .. وفي الختام أتوجه بالشكر الجزيل للأديب والصحفي والمحاور ( لزهر دخان ) على وعد بلقاء أخر جديد .. امتناني لكم ولكل محبي الأدب العربي الجليل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى