حرب بيولوجية” أم “تسرب جرثومي”.. إ
بقلم /سامح فتحى أحمد
هل انتشار فيروس كورونا الجديد، هو حرب بيولوجية لإيقاف التنين الصيني؟ وتجميد الصعود المتسارع لاقتصاده، وإجبار حكومة بكين على الرضوخ لطلبات واشنطن في المفاوضات التجارية، “وفقًا لأطراف روسية”، أم هو نتيجة تسرب من معامل ومختبرات صينية في مدينة ووهان “مصدر انتشار الوباء”، أم أنها حرب شركات الأدوية بهدف جني المليارات بنشر وباء في دولة هي الأعلى في كثافتها السكانية “1.4 مليار نسمة” ثم إيجاد المصل العلاجي له؟ كلها أسئلة تبحث عن إجابة وسط تفشي الوباء مثل النار في الهشيم، وسقوط مئات الضحايا قتلى ممن ليس لهم أي ذنب فيما يحدث بين حكومات الدول.
ومع إشارة البعض إلى أن الفيروس تم تطويره معمليًا، و يبقى السؤال الأهم وهو إلى أي مدى سوف تصمد الصين؟، وكم عدد الأرواح التي سوف تزهق أمام طوفان ذلك الفيروس اللعين الذي وصفه الرئيس الصيني شي جين بينج بأنه “شيطان”، خصوصًا وأن صحيفة “صن” البريطانية توقعت أن يظهر مرض يشبه الأنفلونزا خلال 2020 سيحصد أرواح 80 مليون شخص داخل الصين على الأقل في العالم، وهو رقم ضخم ينبئ بأزمة تفوق ما حدث وقت تفشي فيروس “سارس” عامي 2002 و2003، وركود حركة التجارة العالمية باعتبار الصين “مصنع العالم” وأكبر مساهم في حركة التجارة بنسبة 30%.
يذهب خبراء إلى أن ظهور كورونا ليس مجرد صدفة، “وفقًا لصحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية”، وأنه تم تخليقه معمليًا في ظل ظروف استعرت فيها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة أكبر قوة في العالم، والصين العملاق الناهض والذي أصبح ينافسها في جميع المجالات، ويؤكدون أنها تأتي في إطار حروب الجيل السادس المدارة عبر أسلحة ذكية في أوقات السلم.
وأن فيروس كورونا ليس ببعيد عن هذا الجيل من الحروب البيولوجية، والذي كشفت براءات الاختراع الأمريكية تسجيله في عام 2018 كبراءة اختراع تحت رقم 10130701، ناهيك عن تدخل شركات الأدوية العملاقة لجني مليارات الدولارات سنويًا عبر ابتكار الفيروسات كالسرطان والإيدز وغيرها من أساليب الحروب البيولوجية والتي تعتمد كل شيء في سبيل تحقيق الغاية المرجوة.
ويدعمون هذه الفرضية بأن موقع أمازون الأمريكي قد ربح 13 مليار دولار خلال دقيقة فقط نتيجة الأخبار المثيرة للرعب القادمة من الصين والتي جعلت الملايين يتوقفوا عن الشراء من موقع اكسبريس الصيني وصاروا زبائن أمازون الأمريكي.
فيما أوردت سلسلة وثائقية صدرت على “نتفليكس” أن بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت، كان قد تنبأ أيضا بانتشار وباء فيروسي متطور في الصين سيحصد أرواح 33 مليون شخص في جميع أنحاء العالم في الستة أشهر الأولى من انتشاره، وكان ذلك خلال مؤتمر جمعية ماساتشوستس الطبية في أمريكا، حيث عرض خلال المؤتمر دراسة شاملة قام بها معهد للأمراض يدعى Disease Modelling أوضحت مدى السرعة التي سينتشر بها المرض الجديد، كما عرض مقطع فيديو يوضح به الفاصل الزمني الذي يمكن أن ينتشر به الفيروس من الصين إلى أنحاء العالم.
كما توقع خبراء صحة أمريكان وأبرزهم الرئيس السابق لمنظمة الصحة العالمية قبل 3 أشهر من تفشي الوباء أن فيروس كورونا قد يقتل 65 مليون شخص خلال عام ، بل إن علماء أمريكان قاموا بتصميم تجربة محاكاة افتراضية للتعرف على رد فعل السلطات الرسمية في حالة انتشار هذا الوباء القادم من الصين .
إذا نظرنا لأبعاد القضية وتفاصيلها في أزمة تفشي “كورونا”، فقد انتشر المرض في وقت قاتل بالنسبة للصينيين، وهو الوقت الذي يخرجون فيه خارج مدنهم للاحتفال بعيد رأس السنة القمرية الجديدة، والاستمتاع بأيام الأجازة التي تمتد إلى أسبوعين، حيث شهدت العام الماضي في نفس التوقيت أكبر حركة هجرة على كوكب الأرض بخروج 800 مليون شخص في وقت واحد داخل وخارج الصين، وفي “ووهان” المدينة التي ليست ضمن المدن المهمة والكبيرة مثل بكين وشانغهاي وتيانجين وشينتزن وغيرها، ما يعني أن التجهيزات الطبية بها أقل والاستعداد لمواجهة المرض أقل ما يصعب من عملية احتوائه.
كما أن ووهان هي معقل الصناعات العسكرية التي تعتمد عليها الصين في تصنيع المعدات الحربية والآلات، ما يعد ضربة قوية للصين ورسالة إلى حكومتها التي تباهت في العرض العسكري خلال احتفالات اليوم الوطني مطلع أكتوبر الماضي، بأسلحة جديدة ومتطورة وصواريخ عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس نووية.
هكذا تصف الدكتورة ناهد الديب أستاذة الصحة العامة بجامعة ماريلاند الأمريكية، أزمة انتشار فيروس كورونا، حيث أكدت أنها نوع عجيب من الحروب، فهي صامتة باردة، لا تترك شظايا أو رائحة، ولا تملأ الجو دخاناً أو بارودا، ولا تخلف وراءها آثار تدمير، وأنها حرب لا ترى فيها فوهة مدفع، ولا دانة دبابة، ولا صاروخاً موجها، مضيفة أن الحرب البيولوجية هي سلاح العصر الفتاك والأكثر شراسة، والتي يمكنها بكل بساطة أن تهزم دولاً بأكملها وتدمر اقتصادها وتشل حركتها وتعلن فيها حالة الاستنفار القصوى كما لو أنها في حالة غزو خارجي، عن طريق إطلاق عدوى ما بأحد الفيروسات أو الجراثيم.
وأضافت أن ذلك النوع من الحروب كان موجودا قديمًا ولكن بصورة أقل فتكًا، وأن اليونانيين استعملوها قديما ضد أعدائهم إذ كانوا حين يدخلون بلدةً يلقون بالجثث الميتة في مجرى مياه تلك البلدة ويلقون بالحيوانات النافقة والفئران والطيور الميتة لتلويث مياه الشرب، وكذلك كان يفعل الفرس والروم، أما المغول والتتار فكانوا يأتون على الأنهار الجارية وعيون الماء ويلقون فيها بآلاف الجثث لتلويثها، ويبدأون بجثث جنودهم الذين يموتون في الحرب بأحد الأوبئة التي كانوا يجهلون ماهيتها.
أن الوسائل قد تطورت مع تطور العصر، ففي العصر الحديث وفي الحرب العالمية الأولى استخدمت ألمانيا ميكروب الكوليرا والطاعون في حربها ضد إيطاليا وروسيا، واستخدمت بريطانيا جرثومة الجمرة الخبيثة “أحد أنواع الأنثراكس الثلاثة” كسلاح بيولوجي في الحرب العالمية الثانية في جزيرة جرونارد الأسكتلندية، وظلت أسكتلندا تعاني آثار هذه الجمرة حتى عام 1987.
وفي الحرب العالمية الثانية أيضاً قامت الوحدة 731 اليابانية بنشر ميكروب الكوليرا في آبار المياه الصينية؛ حيث تسببت في قتل ما يقرب من عشرة آلاف شخص، وأنه قبل ذلك بقرنين من الزمان وتحديداً عام 1763 قامت بريطانيا بقتل ملايين الهنود الحمر بالبطاطين الملوثة بفيروس الجدري الفتاك والذي يُصنف بالسلاح البيولوجي عالي الخطورة لقدرته على الفتك بشعوب بأكملها في خلال شهر واحد، فقام الرجل الأبيض دون رحمة بنشر الوباء بين شعب الهنود الحمر سكان الأرض الأصليين فأباد الملايين منهم في صمت ليحتل أرضهم ويؤسس ما عرف لاحقاً بالأمريكتين، موضحة أنها منذ تأسيسها بعد إبادتها للهنود الحمر لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تتصدر ذلك النوع الأبشع من الحروب البيولوجية الفتاكة.
أن الحروب بجميع أنواعها حروب بشعة، إلا أن الحرب البيولوجية أبشعها على الإطلاق، فهي تستهدف المدنيين ولا تفرق بينهم وبين العسكريين، ومما يزيد الحرب بشاعة أنك لا ترى خصمك ولا تشعر به لتتهيأ له في اللحظة المناسبة، بل تتم مباغتتك بشكل لا تتوقعه، موضحة أن قذارة تلك الحرب تتمثل أيضا في أن الدول التي تطلق هذا النوع من الحروب، تستطيع أيضاً التحكم في تصنيع الأدوية المضادة واللقاحات والأمصال، مما يجعل الأمر يتحول إلى مافيا تتصارع فيها شركات الأدوية المصدرة لتلك اللقاحات.