زوجي غير طاهر البدن ..وعصرت علي نفسي لمونه
متابعة /حماده جمعه
أفاقت الزوجة على صرخات امرأة تضرب صدرها ذاهلة داخل محكمة الأسرة، وتبكي بكاءا مرا تشتكي من تصرفات زوجها أيضا.. وبلسان حال تقول: “اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته”.
وقفت الزوجة داخل محكمة الأسرة تتأمل وجوه الحضور.. بعضهم يتأفف.. والبعض الآخر يسلي نفسه بتصفح هاتفه المحمول في ملل واضح.. يجول بخاطرها تصرفات زوجها الذي يعتبرها خادمة.
تقدمت بخطى متثاقلة، وأمام أعضاء هيئة مكتب تسوية المنازعات قالت: “لقد استبد بي اليأس من تصرفات زوجي الهمجي، حيث كان قبل زواجنا تغمره الفكاهة، والمزاح والانشراح، يعتز بنفسه ويحتفظ بوقاره أمام الناس، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وتبدلت تصرفاته وأصبح يرتكب من أفعال القذارة والإهمال في المنزل ما لا يتحمله أحد”.
تحاملت على نفسي، لأنني أحسست أنه مريض لفترة وسوف ينتهي من فعل ذلك، فقمت بشراء مناديل ورقية ووضعتها في كل مكان داخل الشقة، وطلبت منه استخدامها، أو أن يذهب إلى الحمام، لكنه لم يبال وشعرت بأنه يتعمد معاندتي، ويقوم بالبصق في المنزل، ويلقي بملابسه مبعثرة في أرجاء الحجرات.. حاولت وبهدوء شديد أو كما يقال “عصرت على نفسي لمونة” أوضح له بأنني قد أصاب بمرض بسبب تصرفاته الهمجية، لكنني فوجئت به ينهرني قائلا: ده بيتي وأنا حر أعمل اللي عايزه، وازدادت أفعاله سوءا، ولم يتقبل مني أي كلمة أو نصيحة تحثه على النظافة، رأفة بي، فاض بي الكيل، وأصبحت أشعر بالغثيان أثناء قيامي بنظافة الشقة، انتابني إحساس إنني لست إلا خادمة بدون أجر يكتفي بإطعامها، وإذا اعترضت لم أجد إلا الإهانة والتوبيخ، وإذا كان عاجبك.
تركت عش الزوجية، وأقمت لدى عائلتي لمدة ٤ أشهر، باءت خلالها كل محاولاتي معه بالفشل مما اضطررت لطلب الطلاق، لكنه رفض، وعرضت عليه بأنني أتنازل عن كل حقوقي مقابل تطليقي، لكن دون جدوى، وأصر على معاندتي.
واستكملت.. لم أجد معه المودة والرحمة فقررت الحضور لطلب الخلع منه، لعدم اهتمامه بالنظافة سواء نظافة الأبدان أو النفوس، والتي تعتبر أساس الحماية من الأمراض والأوبئة، لكنه لا يريد أن يكون طاهر البدن ولا الروح، وكما تعلمنا منذ صغرنا بأن النظافة جزء من إيماننا بالله.
أرسل أعضاء هيئة مكتب تسوية المنازعات لحضور الزوج لسماع أقواله.