مقالات

*زيارة من القديس نيكولاس* قصيدة شعر تحولت إلى الرمز الروحي *سنتا كلوز *

مقالة لزهر دخان
جمع عيد الميلاد كمناسبة إحتفالية تتكرر كل عام ما بين الحقيقة والخيال . فالعيد كرسمية حقيقية هو للإحتفال بيوم ميلاد النبي عيسى سلام الله وصلاته عليه. ودائما تكون الحفلة عظيمة بحجم نوايا المسيحيين .وغير المسيحين. المتمثلة في تمجيد وتوطير عيسى وأمه مريرم .وإن لكل طائفة مسيحية لغتها وأساليبها في الإعداد والإستعداد للعيد السنوي ثم الإحتفال به . هذا من الجانب الحقيقي الذي يستخدم فيه رموز حقيقية .
أما الرمز الخيالي الذي لا يصبح حقيقة إلا عندما يستخدمه الحالمون والكتاب والرسامين والراغبين في التعبير عن فرحهم وإنتظارهم للحفلة المجيدة والليلة السعيدة مرة بعد كل 12 شهر منذ 2022 سنة .فهو الرمز (بابا نويل أو سانتا كلوز ) و هو ذاك الشخص الخيالي الذي إرتبط بعيد الميلاد عند المسيحيين . إنه رجل عجوز سمين جداً وضحوك على محياه تبدو السعادة ظاهرة . ملابسه ستره حمراء بالأحمر والأبيض ذو لحية ناصعة البياض .
ومن أهم الروايات المتداولة حول شخصه شبه المخلص لدى الأطفال الذين ينتظرون منه إنقاذهم بالهدايا . رواية تقول ((إن بابا نويل يعيش في القطب الشمالي مع زوجته السيدة كلوز، وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا الميلاد، والأيائل التي تجر له مزلاجته السحرية، ومن خلفها الهدايا ليتم توزيعها على الأولاد أثناء هبوطه من مداخن مدافئ المنازل أو دخوله من النوافذ المفتوحة وشقوق الأبواب الصغيرة.))
قديماً في بعض مناطق الإمبراطورية الرومانية كانت فترات أواخر ديسمبر .وكجزء من طقوس دينية تشهد عمليات تبادل الهدايا . ورأت الكنيسة الكاثوليكية تبادل الهدايا في القرون الأولى والقرون الوسطى غير لائق و بسبب أصولها الوثنية حضرت توزيع الهدايا وتبادلها . ولكن العادة المجيدة لم تنقطع إلى الأبد لآنها عادت وإنتشرت بين المسيحيين إرتباطا بالقديس نقولا أو نيكولا .
وكان لذاك الإرتباط أسبابا كثيرة من بين أبرزها وأهمها سبب ((يعود لكونه كان يوزع على العائلات الفقيرة في إقليم مبرا في آسيا الصغرى الهدايا والطعام واللباس تزامنًا مع العيد دون أن تعرف العائلات من هو الفاعل ))
أما الصورة الحديثة لسانتا كلوز مشخصة بالرجل ذو الثياب الحمراء واللحية الطويلة . الراكب على عربات تجرها غزلان والداخل للمنازل عن طريق المدفأة . والتي تعود لعام 1823 م بمناسبة وضع الشاعر الأمريكي كلارك موريس قصيدة * الليلة التي قبل عيد الميلاد * وكان خلالها يصف الشخصية التي تعتمد أبعاد تجارية بحتة .
ومن ناحية الحقيقة أيضا فإننا نجد الأطفال يكتبون رسائل إلى سانتا ثم يضعونها في جراب الميلاد أو بقرب الشجرة قبل العيد. ولا يهملونها قبل أن يستيقظوا صباح العيد لفتحها. كذلك تملي العادات على جميع أفراد الأسرالمسيحية بتبادل الهدايا بين بعضهم البعض وإن كانت رمزيّة.
ورغم أن الشخصية خيالية مبتكرة لإضفاء الرسمية والرهبانية على شخصية سنتا كلوز مل الثقة عندما تتبدل في أذهان الناس بفعل الرهبة والإيمان من خيالية إلى حقيقية ويتحول دورها من تجاري بحت إلى روحي مقدس .. وهي ربما القدسية التي رسمت للشخصية صورتها الثابتة فباتت الصورة كما يلي (( يصور بابا نويل عادة على أنه رجل بدين، مرح، ذو لحية بيضاء، غالبًا مع نظارة، يرتدي معطفًا أحمر مع ياقة وأصفاد من الفرو الأبيض، وبنطلون أحمر بأصفاد من الفرو الأبيض وقبعة حمراء مع فرو أبيض، وحزام جلدي أسود وحذاء. ويحمل حقيبة مليئة بالهدايا للاطفال. ))
وعلى سبيل المثال هذه الصورة شائعة في الولايات المتحدة وكندا في القرن التاسع عشر بسبب التأثير الكبير لقصيدة “زيارة من القديس نيكولاس”. هي قصيدة شعرية تم إنشائها في سنة 1823 من قبل الشاعر الأمريكي كليمنت كلارك مور.
لم يظهر أمام عيني المتسائلتين
سوي زلاجة صغيرة جدا يجرها ثمانية غزلان
وسائق عجوز صغير الحجم في منتهي الحيوية والسرعة
في لحظة واحدة أدركت أنه لابد أن يكون هو القديس نيكولاس
جاءت جياده أسرع من النسور
أما هو فقد أطلق صفارة لهم وناداهم باسمائهم
” الآن ، داشر ، الآن دانسر ، الآن برانسر وفيكسن
هيا كوميت ، هيا كيوبيد ، دونار وبليتزن
الي أعلي الشرفة الي أعلي الحائط
الآن هيا اندفعوا اندفعوا اندفعوا “
كأوراق الشجر التي تطير قبل الاعصار الشديد
عندما يصطدم بعائق وتصعد الي السماء
كذلك ساهم الفن والإعلام بوسائلهما المختلفة في توضيح شخصية بابا نوال . وكان لفن الكاريكاتير بريشة الرسام توماس ناست دورًا في ترسيخ صورة سانتا. وتم الحفاظ على تلك الصورة وتعزيزها من خلال الأغاني والراديو والتلفزيون وكتب الأطفال وتقاليد عيد الميلاد العائلية والأفلام والإعلانات.
وتجدر الإشارة إلى أن قصة سانتا كلوز قصة واقعية قبل أن تكون خيالية . فهي واقعة مأخوذة من قصة القديس نيكولاس ، وهو أسقف ميرا. وقد عاش في القرن الخامس الميلادي، نيكولاس كان قديسا يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين دون أن يعلمه من هو الفاعل.
الصورة العصرية المعروفة لسانتا كلوز لم تكن موجودة قبل أن تولد على يد الشاعر الأمريكي كليمنت كلارك مور، الذي كتب قصيدة /الليلة السابقة لعيد الميلاد (The Night Before Christmas) عام 1823. وجميع الناس يحبونه في جميع انحاء العالم ويأتى ذكره مع رأس السنة الميلادية—
من ناحية الأدب العربي العالمي الفسيح الذي لا يغفل شخصية سانتا كلوز في كل جديد . نذكر على سبيل المثال لا الحصر جديد دار ( الأديب للطبع والنشر والتوزيع والترجمة العربية المصرية ) ــ حيث أنه من إصدارات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 54 القادمـة ــ 2023إصدار بعنوان ( عودة سانتا كلوز ) .. قصة تدور أحداثهــا فــي عيد الميلاد المجــيد .. للقاص المائز .. ( منتصر نور الدين ) .
كذلك يسعدنا أن نختم هذا المقال بقصيدة الشاعر الجزائري لزهر دخان، بعنوان /ماذا لو كنت بابا نوال / وهي واحدة من قصائد ديوانه (بحر نفقت حورياته )
-33- ماذا لو كنتُ بابا نوال
ماذا لو كنتُ بابا نوال
وكان لكم حق في طلب الهدايا مني
ماذا لو أفرحتكم يا أطفال
وذهب الحزن عني ؟
من منكم سيطلب صك غفران ؟
سيفوز باليمين بدل الشمال
ومن سيكون في زياراتي أول عنوان
وأول من سيستلم أحدث الأماني
ستبيض لحيتي أكثر
من أجلكم سأختبأ مجددا في الثوب الأحمر
وسأزوركم بالترتيب وعلى التوالي
أولا بيت لزهر،، ثم من سيكون الثاني
يا عيد الميلاد هل ستخفف على الأرض الأهوال ؟
وسيكون سحر بدلتي البيضاء والحمراء
كافيا لذهاب الهم والآحزان
يا عيد الميلاد هل ستكفيني سهرة واحدة
لآحقق أمنيات الجميع وأعود إلى السماء لترعاني
السماء تـُرسلني فأعبر السحب
وأعبر عن فرحتي بكم كما قرأتم في الكتب
لا يمكنني عدم الحضور
وكيف أغيب وأنا المخلص من اللهب
حل عليكم سلام لساني
أجدد إلتزامي هذا العام أيضا إنساني
فجميعكم ببركة الله تتنفسون
وجميعكم ستتقاسمون إحساني
لا تتركوا شيء على الشجرة
فكل الهدايا لكم ،، الرقمية والحجرية الأثرية
علقتها خلال العام الماضي بإحكام
كي توصلكم إلى العام القادم بسلام
أني لا أنسى جمال أرواحكم وليس في أرواحكم من قد نساني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى