مقالات

من هو الشُجاع ومن هو الجبان في حرب الرُوس والأوكران؟

مقالة لزهر دخان
لا تكون الأيام الماضية عالة علی القادمة . هكذا هي أيام الحرب في أنفس الشجعان والجبناء علی حد السواء. فالشجاع يستجمع قواه ويثق بالله ولا يترك لهزيمة الأمس فرصة لإضعاف عزيمته، ليدخل معركة أخری من حرب حياته أو موته . ونفس الشيء يفعله الجبان، فتجده يجدد لدمويته وجبروته عمداً عهدهما مع الحرب لفائدة مصالحه الخاصة ورغباته السادية وأطماعه في مواصلة الجُنون الأعظم علی حساب البشر.
سؤال المقالة :من هو الشُجاع ومن هو الجبان في حرب الرُوس والأوكران؟
الأجوبة الإفتراضية التي يُمكن وضعها لهذا السُؤال كثيرة تتعدد لسبب واحد ، وهو تعدد الأراء حسب فيئات الناس . فالرُوسي المُوالي لبوتن سيقول أن لروسيا الحق في الدفاع عن ،قوتها، عظمتها،إقتصادها،شرفها،شرقيتها، رأس مالها، مكانها في معادلة النظام العالمي …إلخ . بما في ذلك حقها في كونها دولة توسعية إستعمارية يحق لها ما يحق للغرب فوق نفس الأرض ، وتحت شمسي الشرق والغرب.
أما الروسي الذي يُعارض بوتن فسيقول، إن رُوسيا شجاعة وبوتن وحدهُ هو الجبان . وسيقترح للحرب الروسية سيناريو بديل . كأن تكون بلاده في الحرب بتشكيلات عسكرية أقل تُستخدمُ في تأديب الغرب داخل أوكرانيا أو خارجها بأقل دموية . وهي طبعاً أسلحة الهُجوم الجوي وقوات روسيا الفضائية والبحرية معتمدة علی القصف الدقيق للأهداف المُعادية من بعيد . وهذا سيكون شجاعة روسية خالية من جُبن بوتن.
أيضاً توجد نسبة من أبناء روسيا وأظنهم الأغلبية الذين يُعارضون الحرب . ويعيشون عملياً ودائماً من أجل إثبات شجاعة الروس وخلو نفوسهم وقلوبهم من الجبن في ميادين الإقتتال ، إمانا منهم بأن الغرب وحده وعبر التاريخ هو من يمتاز بالجبن شخصية وممارسة . وهاؤلاي الروس هم شجعان روسيا من أنصار السلام . وقد قابلهم نظام بوتن الدكتاتوري بالقمع ، يوم سجن منهم الألاف من الذين خرجوا للتظاهر ضد الحرب في أسبوعها الأول من شهر فبراير الماضي.
الجُبناء في أوكرانيا أيضاً يُوجدون وهم ممثلون في شخص الرئيس زيلينسكي وأنصاره . وقد مارسوا ما لا يُقبَلُ ولا يُطاقُ علی الشعب الأوكراني المسكين. ولن ينسی التاريخ أن السلطات الأوكرانية فرقت بين الأزواج الأوكران عندما سمحت بهجرة الأبناء والأمهات . ومنعت بجبن فائق النظير الرجال من السفر لتجندهم إجباريا للدفاع عن الوطن. بينما كانت خطط الرجال شجاعة وليست جبن . ولم يكن سفرهم سفر الفرار من ميدان القتال، بقدر ما كان حفاظا علی سلامة مئات الألاف من الأسر .
توجد في أوكرانيا عقليات مختلفة للوطنين الشجعان ،وكل منهم قدم للوطن ما يحتاجه ليصمد ضد العدو . الصمود الذي تحتاجه أوكرانيا ليس ذو حجم كبير رغم أن الأزمة كبيرة. بالمعنی الأخروعلی سبيل المثال. لا يحتاج جيش أوكرانيا لقوة تجعله يهزم روسيا هزيمة عسكرية تدمر جيشها فتنهار قوته لسنوات طوال. ويكفي الأوكران من النصر إلحاق هزائم كبيرة بالروس في معارك تجعلهم يتراجعون ولو كانت قوتهم العسكرية بخير.
كذلك لشجعان أوكرانيا ما تركوه لجبنائها ، فلم يزيدوا علی الطين بلة . ولم تتحرك أي جهة في أوكرانيا ضد رئيسها وجيشهُ الذي ينوي تحويل البلاد إلی ساحة حرب تدور علی أرضها مختلف أنواع المعارك. بينما ينوي الشجعان القتال في معارك ذات صلة بالشرف فقط.
أذكر أن أحد نواب برلمان أوكرانيا في الأسبوع الأول للحرب كان قد قاد معركة ضد رئيس الدولة . ووصفه بالخائن الذي لا يكترث عندما يعلن الحرب المدمرة علی روسيا . ولا يحسب للسلامة والسلام أي حساب. وقال أنه عَلم عِلماً بالأدلة أن الجبان الرئيس زيلينسكي قد وصل إلی خارج الحدود وحط رحاله بالظبط في بولندا حيث يقيم في سفارة أمريكا، من حيث يُمارس التمثيل يومياً . فهل الظهور اليومي لزيلينسكي كان جبنٌ أو شجاعةً يا تری؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى