مقالات

أخر ما قاله بمنتهى الغباء إنتهت ولاية ديفيد فريدمان السفير الأمركي في إسرائيل

مقالة لزهر دخان
إنتهت ولاية السفير الأمركي في إسرائيل ديفيد فريدمان . وقد كانت الولايات المتحدة ممثلة في إدارة بايدن قد غيرت طبيعة مهمته في أول ساعة من عمر حكمها ،عندما قررت مباشرة بعد تنصيبها تغير صفة سفير أمركيا من سفير أمريكا في إسرائيل إلى سفير أمريكا في إسرائيل والضفة الغربية وغزة.
وبمناسبة هذا الإنتهاء من مهمته وولايته في إسرائيل .أراد ديفيد فريدمان أن يتحدث حول بعض الأسرار، فقال أن أي قرار لرئيس الولايات المتحدة الجديد، جو بايدن، للتقارب مع إيران سيعرض إتفاقيات التطبيع الأخيرة للخطر.
وهذه الإتفاقيات التي قصدها في طبيعتها أسست وفق رغبات السفارة الأمركية في إسرائيل. بدليل أنه يخشى عليها من أمريكا عندما يقودها بايدن . ولمن لم يحفظ حتى الأن أسماء الدول المُطبعة نذكر بأنها المغرب والبحرين والسودان والإمارات .في إنتظار إبرام صفقة قطر التي يقولون أنها ستطبع ولكن فيما بعد .
ويقول فردمان الذي يريد أن يضمن لإسرائيل تطبيع مربح وطويل الأمد كالذي يربطها بالآردن ومصر ، يقول (إن توقيع اتفاقات تطبيع العلاقات بين إسرائيل من جهة والإمارات والبحرين والسودان والمغرب من جهة أخرى “أمر بالغ الأهمية وهذا مهم بالنسبة إلى إسرائيل كما هو مهم للدول المسلمة التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل”.) وإستطاع فريدمان تزوير الحقيقة والنطق بها مزورة عندما أراد أن يروج إلى أن التطبيع مفيد للدول الإسلامية . وهو يعرف أنه تطبيع على عجل تبنيه الولايات المتحدة لنفسها لتعرف في ظل وجوده كيف تدافع على نفسها بهدوء السلام ، الذي يتعهد العرب بتقديمه بينما يرفض كورونا رفضا قاطعا مساعدة أمريكا به .
فريدمان تحدث ليُسيس لترامب الملف الإيراني من البداية بسياسة شائكة. واضعا أمامه ما يُوقِعُهُ في الحرج.فدولة إسرائيل ربما تكون هي الأهم من أمريكا ،التي قد تعود لتستفيد من إيران وعلى حساب إسرائيل كما فعلت سابقا في عهد أبوما .الذي سمح لطهران بوضع يدها في الأيادي الغربية ..
كان فريدمان قد قال فريدمان، في مقابلة مع صحيفة “إسرائيل اليوم” نشرت أمس الجمعة،ما أعرب به
(عن اعتقاده أن هذه الاتفاقيات لها “قدرة على تغيير الشرق الأوسط خلال السنوات الـ100 المقبلة”.) وهذا بالطبع كلام مبالغ فيه .لآن الشرق الأوسط ليس ليصمد ل100عام أخرى وإسرائيل موجودة وتتمتع بنفس القوة والنفوذ . وأفضل التوقعات للمئة سنة القادمة هي التي تتنبأ بزوال إسرائيل .وكذلك زوال الأمركيين ،الذين لا يرغبون أصلا في الصُمود والبقاء بدليل أنهم يسعون للحرب وللقتال مع القاصي والداني .. ويستفزون دولا ليست بسيطة القوة كالصين .
وسأل فريدمان على حل لما توقع حُدوثه من مشكل عويص .أو إن كانت هناك عوامل قد توقف ما تكهن به فقال “الخطر الأكبر بتقويض إتفاقات إبراهيم يمثله تقوية إيران. وأعتقد أن ذلك سيزيل الولايات المتحدة كلاعب موثوق به في هذه المنطقة ما سيؤدي إلى ترك كل الأطراف وجها لوجه، وهذا خطير جدا”.
وهذا ما جربته إيران في بداية أيام تنفيذ الإتفاق النووي . عندما باشر مرشدها أية الله خامنئي بالهجوم على أمريكا سياسيا .في أول أسبوع يتم فيه تطبيق الإتفاق النووي . وقال آن ذاك أمريكا هي الشيطان الأكبر وستبقى . وبتلك السياسة كان الرجل الأول في إيران قد علم واشنطن قدر نفسه .وأجبرها على التعامل معه كمحارب يكرهها ويكره إسرائيلها بسبب فلسطينه . وطبعا فلسطينه هي التي سيحررها تشمل أراضي ما يُسمى بإسرائيل .
وواصل سفير أمريكا تمثيل أمريكا بعدم فهم ودراية في السياسة والحرب ، فقال “إذا كانت الولايات المتحدة ستعيد تقوية إيران، فإنها لن تكون في وضع يمكنها من المضي قدما في تلك الاتفاقيات لأنها ستفقد مصداقيتها. أعتقد أن ذلك سيؤدي إلى احتكاك بين جميع الأطراف وسيدفع الزخم إلى الوراء”.بينما الصواب هو أن أمريكا آن ذاك صادقت إيران بشكل مؤقت، وخدعتها وجرت أقدامها إلى منتجعات غربية لا صلح فيها . وكل ما فيها تمثل في إبعاد طهران عن مُوسكو ، أي الإستفراد بروسيا التي كانت آن ذاك تدفع ثمن الإعتداء على وحدة أوروبا بسبب تدخلها غير الشرعي في أوكرانيا.
ورغم أن إيران تستطيع صناعة السلاح في ظل حصارها . ويمكنها أيضا صناعته وبمجرد ما يجهز يمكنها تدمير كل إسرائيل به .يبقى فريدمان يرى الحل في الظغط على بايدن فيقول “إذا نوت الولايات المتحدة منح الإيرانيين طريقا لامتلاك سلاح نووي، فذلك سيهدد سمعة أمريكا في هذه المنطقة” ويشدد على ضرورة إبقاء العقوبات ضد طهران.
وفي العالم مسائل كثيرة لا يفهمها فريدمان إذا لم ينتبه . فمثلا هل يعرف لماذا زار ماكرون لبنان بسرعة وتعاطف معه بسخاء بعد إنفجار مرفأ بيروت . حتما هو لا يعرف . بينما السبب واضح ، يتمثل في كون فرنسا خافت من إمكانية حيازة لبنان لقنابل دمار شامل. وخافت أن يصل أراضيها صاروخ مدمر أو أكثر . فسعت للإمساك بزمام الأمور في لبنان كي لا يُدمرها سلاحه . وكذلك فعل نتنياهو وتعاطف مع لبنان وقدم المساعدة ليسلم من ضربات مماثلة تنفذها مليشيا حزب الله أو دولة لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى