مقالات

الظغط على زر أغضبني جديد الموضة الرئاسية إذا كان بوتن ليس قاتلاً فمن غيرهُ قتل ويقتل وسيقتل ؟

بقلم/ لزهر دخان
لا قيمة للحقيقة إذا لم تكن بعد ظورها سببا مُباشرا أو غير مباشر لظهور نتائج إجابية تؤثر في السلبية التي كانت تفرض على الحياة العامة والعالم قبل كشفها أو إكتشافها . فالحق وكما نعرف يَعلى ولا يُعلا عَليه. لآنه مميز عن الباطل بتوفره على دعم أكبر وحماية توفر له إسقاط الشر ..
المعركة بين واشنطن وموسكو ليست جديدة وليست غريبة وليست بدون أسباب . وإذا بحثنا عن فهم لنا مكيف على مزاج مصالحنا كعرب. سنسمي هذه المعركة بأسماء قد لا تناسبها أو لا تنطبق على ما يجري بالفعل . لذا فلنسمع من جديد لصوت الصراع الرئاسي الدائر بين بوتن وبايدن . ونلمس الحقيقة في تلك النار. التي يفخر كل من الرئيسين بتوفرها في صدره . ونعلق على تفاعل الكلام في موسكو وواشنطن مع شر ما خلق الله . وننتهي إلى الإيمان بأن هكذا تفاعلات لا تكون في النهاية إلا قنبلة دمار شامل كامل لا تعرف قوتها إلا يوم تنفجر .فتـُفسد للفجر في الدولتين سكونه وسلامه ،وتنطفأ أنوار الدُنيا وتشتعل مصابيح القيامة ؟.
هذا الرأي لا يلزمه الكثير من الأدلة ليصبح حقا يستطيع دحض الباطل . وكل ما يلزمه إعادة التمعن في تصريحات رجل الرد بالمثل رغم أنه يملك أكثر منه .. وفي أخر ردود بوتن على جنون البيت الأبيض قال أغبى ثعالب روسيا ردا على وصف جو بايدن له “بالقاتل” “القاتل هو من يصف الآخر بذلك”.
“القاتل هو من يصف الآخر بذلك” عبارة تضمنها رد بوتن على رجل المقابلات التلفزيونية ،الذي يخلف رجل التغريدات الرئاسية في البيت الأبيض . وقال بوتن أيضاً “دائما نرى مواصفاتنا في شخص آخر ونعتقد أنه مثلنا” وهذا الكلام معناه أنه يفهم ما قاله خصمهُ. ويفسره على أساس أن الشتائم تعود إلى أصحابها . وكذلك المديح والإعجاب والإعتراف بالأفضلية . وهل لبوتن أفضلية تخلصه من لقب القاتل .وإذا كان بوتن ليس قاتلاً، فأنت عندما تخمن وتخمن وتخمن. ستكتشف أنه ليس غيره من قتل ويقتل وسيقتل ؟
وكما تفاعل بوتن مع بايدن بزر أغضبني مع تصرفات بوتن رد بوتن بالمثل أي بنفس الزر وجاءت تصريحاته خلال لقاء تلفزيوني . وإستمر بوتن في العيش داخل أمريكا مبديا عدم إستياء لا نظير له . متمسكا بعلاقة بلاده مع أمريكا .زاعما أن أصلح الحال هو رعاية مصالح موسكو رغم العقوبات الأمريكية . وهكذا تصرف بالطبع لا يرضي الأمركيين ،لآنه يعني لهم أن العدو لم يفهم ولم يضعف . وبالتالي لا شيء يمنعنا من توقع الأسوأ . ما دامت واشنطن تكشف الحقيقة .وموسكو تمثل فلم أخر بشكل فوري تطمس به الظاهر وتواصل الإعتداء على الغرب بالباطن .
وبالتالي فإن العالم اليوم أصبح يحسب حساباته بناءً على توقع “تدهور” في العلاقات بين القوتين مستقبلا. وهذا التدهور لن يكون مجرد عواصف يسمع بها الإنسان ولا تجبره على دفع الضرائب . لآن التصعيد بين واشنطن وموسكو عندما يأتي يكون مصحوبا بالعالمية . ومنها الأزمة ، والوباء ، والحرب ، والركود ، والتفاعلات بزر أغضبني …إلخ .
ويبدو أن الكرملن قد فهم هذه المرة أن الأمركيين لا يلوحون بالجز ،ولم يبقى معهم للروس إلا الهروات ..ولذا قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن “تصريحات الرئيس الأمريكي سيئة جداً. من الواضح أنه لا يريد تحسين العلاقات مع بلدنا” وأكد فهمه للطلب الأمريكي وقام أخيرا بتغيير خط سير دبلوماسية لافروف بقوله “من هذا المبدأ سننطلق من الآن فصاعداً” وإذا جاء الغد بروسٍ يفهمون أن الحقيقة كما قدمها الغرب للعالم أو لا يقبل الغرب . سوف تكون مُوسكو رُبما سَعيدة بما إقترفته من جرائم في حق أمريكا وحلفائها ،بما فيهم المعارضين الروس كنافليني وسكري بال .
أما سيادة روسيا على حقائب سفيرها في واشنطن فقد كانت من أجل التشاور ،وإعادة ظبط تلك الحقائب بسياسات أخرى قد يكون من بينها سياسة الرد بما هو أقوى من المثل . وحسب ما أعلنت السفارة الروسية في الولايات المتحدة. سيصل السفيرإلى موسكو يوم السبت القادم . للتشاور”حول سبل تصحيح العلاقات الروسية-الأمريكية”
وجاء في بيان السفارة أن المشاكل التي تثقل كل كاهل مهم كان .لا ترقى إلى أن يتعامل معها بوتن شخصياً. فهو ووفق السفارة رجل المهام الأكبر من دور ماريا زاخروفا ودمتري بيسكوف وسارغي لافروف . وفي بيانها قالت : “. وقال بيسكوف إن السفير الذي سيبقى في روسيا لعدة أيام سيجتمع إذا لزم الأمر مع بوتين شخصيا.” وإذا لم يلزم الأمر ستحل المشكلة على مستوى أقل .
وأيضا قالت السفارة المتهمة بالتجسس على الأمركيين “التصريحات المتهورة لمسؤولين أمريكيين يمكن أن تؤدي إلى إنهيار العلاقات التي تشهد خلافا كبيرا أساسا.
أما ثقافة العالم بأسره بعدما بدأ بايدن عهده بسابق عهده عندما كان نائب لآبوما .الذي شهد عهده تخريب علاقة روسيا أمريكا بدقة وبسرعة . فهي ثقافة الإنتظار ريثما تشتعل القنابل بتهم يبدو أن أقلها القتل . وتكمل الفوضى إنتشارها في العالم لسبب واحد فقط، وهو الإصرار على إخفاء الحقيقة وعدم الإعتراف بأن بوتن ديكتاتور وبايدن دمقراطي .
الخارجية الأمريكية كانت وزارة أسرع من نظيرتها الروسية في شرح الأمر للعدو . وتجنبت الوقوع في فخ لمس سفير أمريكا في روسيا بسبب غضب روسي . فعند بلينكن لا يوجد زر الرد بالمثل . وعند إعلان واشنطن على أنها لا” تعتزم إستدعاء ممثلها من موسكو ” قالت الخارجية الروسية (إن إستدعاء سفير هو أمر نادر في الدبلوماسية الروسية مضيفة ،لا أذكر أنه تم القيام بمثل هذه الخطوة)
وتبقى للحسابات الشخصية والشراكات الخاصة بين الأفراد في الجانبين أدوار أخرى .لا علاقة لها بسياسات الدول أو أجهزة مخابراتها . ولا يجوز أن يحسب كل ما دار بين المذيع الشهير جورج ستيفانوبولوس في تلفزيون “إيه بي سي” الأمريكي خلال حوار الأربعاء مع الرئيس بايدن . لا يجوز أن يحسب كل شيء في تلك المقابلة على البيت الأبيض، ممثلا في الدولة الأمريكية. وإذا حُسب على البيت ألأبيض مُمثلا في بايدن ومصالح كراسي دمقراطية ، فإننا نوجه سؤالا مباشرا لبايدن يشغلنا نحن بدورنا ،وفحواه : إذا كان يعتبر أن الرئيس الروسي “قاتل” . وهنا وحفاظا على المصالح الأمريكية ، نجد أن الرئيس الأمريكي يجب أن يساعد بلاده على حل أزماتها ويحترم الرئيس الروسي بإجابة أثمن من عبارته النووية ، التي جاء فيها “نعم أعتقد ذلك”.
ووفق الرئيس بايدن أصبح على بوتن أن يدفع “ثمن” التدخل في الإنتخابات الأمريكية عامي 2016 و2020. وعلينا نحن أن نسأل حتى ولو تكرر سؤالنا؟؟؟؟؟… . كيف سيدفع بوتن الأثمان وموسكو تلزمه بإغلاق فمه ومواصلة إخفاء الحقائق .. وليس له إلا زر الرد بالمثلِ ، وزر أغضبني . وزر نفي مُوسكو للإتهامات الأمريكية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى