بقلم حماده جمعه
لا تكن مثاليا فى زمن لا يعرف المثالية ولا يعرف المبادئ ولا يعرف قواعد الأخلاق ولا يقدر القيم فى ظل علاقات نفعية لا أكثر يحكمها المصلحة والمنافع والنرجسية
لا تكن أبله وتقدم بلا مقابل ، وتقدر من لا يقدرك ، وتحترم من لا يحترمك ، وتصون من يهينك ، وتحب من يكرهك ، وتمنح من يحرمك ، وتغفر لمن لا يسامحك
من لا يعطيك وضعك ولا يقدر قيمتك ولا يعترف بفضلك ولا يقدر ظروفك ولا يشكرك على عطاء ولا يعذرك في عسرة ، ارحل عنه فورا ولا تتمسك به ولا تندم إن أنت فعلت ذلك
من اهانك رد له الإهانة صاعين مهما كان قريب أو بعيد أو عاقبه بالتخلي والرحيل دون عتاب ودون إبداء مبررات أو أسباب ، من اعطاك ظهره تجاهله وكأنك لا تراه رغم نظرك إليه كأنه فراغ ، كأنه سراب
من يهددك بالرحيل ارحل عنه حتى لا يساومك مرة أخرى ، حتى يفقد كل أسلحته التى يستخدمها ضدك راغبا فى الهيمنة عليك والسيطرة عليك والتحكم فيك وكأنه القدر الذى لا فرار لك منه
لا تقبل بالإهانة ولا بالتقزيم مهما كانت الظروف ولا تتنازل بدون مبرر ولا تتعود على التنازل لأن فى ذلك تقليل من قدرك وهدر لكرامتك
لا تحاول أن تكون مثاليا فأنت مجرد بشر ، لست نبيا ولا رسولا يوحي اليه ، أنت تتعامل مع عالم قاسى وموحش ونفوس تعاني العقد النفسية فلا تكن ضحية لكل هذا
لا تقبل الإهانة من ابن أو زوجة أو أخ أو صديق أو جار أو رفيق عمل أو صاحب جاه أو صاحب سلطة
لا تقبل بالإهانة فى العموم ، لا تتمسك بمن يرفضك ، لا تحب عدوك ، لا تطلب الطلب أكثر من مرة ، اطلب بكرامة وعزة نفس ، فى كل الأحوال لا تكن مثاليا
