محمد جمال يكتب “السباهية” الفرسان النظاميين فى الجيش العثمانى
يعد جيش أى دولة عمادها وقوامها فهو يحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها من أى عدو غاصب وخصوصًا فى الدولة العثمانية دولة نشأت وترعرعت على الحرب والغزو وتوسيع رقعتها وينقسم جيش العثمانيين الى فرق نظامية وهى الانكشارية التى تحدثنا عنها فى مقال سابق والسباهية – موضع حديثنا – وفرق غير نظامية
والسباهية هم الفرسان النظاميون فى الجيش العثمانى وتنقسم هذه الفرقة الى السباهية الاقطاعية ووظيفتها تقديم عدد من الفرسان الى السلطان ومن أعمالها ايضًا جمع الضرائب للدولة وحكم المدن والمقاطعات ، والسلحدار – ويقصد به القائمين على حمل السلاح – مهمتهم تقديم أربعة أو خمسة من الفرسان الى السلطان وهم يحتلون المكانة الاقل من السباهية الاقطاعية
ثم يأتى بعد هؤلاء علوف آجى ويعنى الفرق المأجورة وتنقسم أيضًا الى فرقتين فرقة اليسار وفرقة اليمين ، وبعد ذلك يأتى الغرباء وهم المسلمون المختارون من الولايات الاسلامية ، وكان عدد السباهية فى نصف القرن السادس عشر يُقدر ب 40 أو 50 ألف فارس ، ولما تندلع حرب ما تقف الانكشارية فى المقدمة والسباهية الاقطاعية ترابط فى اليمين والسلحدار فى اليسار أما علوف آجى والغرباء ذات المنزلة الاقل فتتمركز خلف الجيش
هذه هى الفرق النظامية فى الجيش العثمانى وما تحظى به هذه الفرق من مكانة لا يمكن أن يُستهان بها وخصوصا الانكشارية ، فالعثمانيون بطبيعتهم لم يمتلكوا حضارة قائمة على انجازات علمية وفكرية وثقافية مثلما كان فى الدولة العباسية – على سبيل المثال – ولكن هذا الشعب كان يميل كل الميل الى الحرب والغزو والحفاظ على وحدة امبراطوريتهم