مقالات

مَتَى دَخَلَتْ اَلــــــزَوبَعَةُ فِي الفِنْجَانِ أَوخَرَجَتْ العَفَارِيتُ عَنْ عُرّفِ النَّارِ

كتب لزهر دخان
دخلت الأيام السعيدة السودانية نفق التعاسة .. وإختارت من الأقدار الحرب الوطنية الأهلية . لتبرهن بها بجبروت البرهان وجبن حميدتي علی أن دولة السودان أرض قادرة وشعبها عاجز وقيادته عسكرية ولو بالقوة …
لا أعرف كيف كانت صداقة عسكرية دامت في الخدمة لمدة عشرين سنة بين جنرال وجنرال كلاهما سوداني . ولكن ها هي الحرب تلوي ذراع كل من لا يعرف، لتعرفه علی الوجه الحقيقي لمن فعلوها وأفاضوا منسوب النيل الأحمر ليجري بفضاعة وهمجية بدل أن يسيل منظماً منظبطاً بإقاع الثورة السلمية .
قبل أن ينتهي رمضان يبدأ السودان مشوار لا رغبة للدعم السريع والجيش الوضيع مساعدته فيه علی النجاة . ولو في ساعة هدنة تصلي فيها الخرطوم صلاة العيد للعام الدموي 1444ه.._
قبل أن تندلع الحرب فيك يا سودان كنت أتوقعها وأترقب قربها وموعدها الوشيك. وحباً مني للسلام أستغفر الله وأقول إنها مجرد زوبعة في الفنجان وأأمن بزوال الغبار رغم أني لا أعلم أن الزوابع تدخل الفناجين ..
مَتَى دَخَلَتْ اَلــــــزَوبَعَةُ فِي الفِنْجَانِ
أَوخَرَجَتْ العَفَارِيتُ عَنْ عُرّفِ النَّارِ
ثم أتذكر سموط الرأي والكلام وتفاهة السياسة وفساد الساسة وأترحم على الشعب والأرض بقولي :
لِبَعْضِ الهُرَاءِ مِلّْحُ بُـــحُورٍ وَأَوْزَانِ
وَمَـــا يُغْتَابُ بِهِ ذَوِي الكَرّ وَالفِرَارِ
لِلوَعْضِ بِعَكْسِ المَوَاعِضِ وَالأَدْيَانِ
وَلِلهِ مَا إِسْتَمْلَحُوا القَـــادِمَ مِنَ الأَقْدَارِ
وها هي النتيجة تصبح حتمية لا يمكن للتاريخ محوها من صفحاته . فيدون المكروه وتصبح المخاوف واقع حال رهيب . والإرهاب يرعاه الحاميان في السودان حميدتي والبرهان :
ضِدّانِ فِي حَـــــرّبٍ يَخْسَرُهَا إثْنَانِ
يَربَحُــــــهَا حَاسِدُهُمَا بِأَحَدّ الأَبْصَارِ
وَجَـــرَى النَّيلُ الأَحْمَرُ فِي السُودَانِ
تَـــــــعْطِيلاً لِلخَيرِ وَتَعجِيلاً لِلإقْبَارِ
لا أدري أأرغب في التوقف فلا أكتب لكم المزيد لأنكم أصبحتم لا تفهمون . أو أستمر وأكتب لكم كل يوم لأنكم لا تفهمون .. على أي حال سأصبر حتى يحين الموعد وتنفجر الأزمة دماً وهماً في قطر عربي أخر وحينها سأضيف للشعر مصير من أقوالي.
قصيدة *النيل الأحمر* للشاعر لزهر دخان وضعت كلماتها في 18 أفريل 2013 28 رمضان 1444هــ
ــــــــــ النيل الأحمر ــــــــــــــــ
سَيفٌ فِــي غَرَابَةِ أَمْرِهِ عِدَّةُ أَطْوَار
تَنْصَحُهُ بَالحَرّبِ يَــرّدَعُكَ بِالحِوَارِ
مُخّْجِلٌ لَا تُرَاوِدُهُ عَــــزَائِمُ اليَقَضَةِ
مُعْتَزِلٌ لَا نَبَأٌ لَهُ مِــــنْ نَـــبَإِ البَتَارِ
أَتُوقُ لأَحَاسِيسٍ فِي رَوعِي ذِكّْرَاهَا
وَكُنَّا نُشِيدُ بِأُمِ المَعَاركِ فِي الأَخْبَارِ
دُمُوعُ الدَّفَاتِرِ قَدّ صَارَتْ دَائِريةً
كَأَنَّ الإبْتِسَامَ لَيـــــسَ مِــنْ الأَقْدَارِ
إِذَا كَــــــــبِيرُ القَوّمِ تَحَوَّفَ التَّارِيخُ
مَنْ سَوّفَ يَغُوصُ فِي اللُبّ وَالجَوهَرِ
السَّيفُ الـــــذِي لَبَيهِ وَسَعْدِيهِ دَوّماً
لَهُ حَدٌّ طَغَى وَحَدٌّ نَهَى عَــنِ المُنْكَرِ
لَا يُسّْأَمُ مِـــنْ قَــــــولِ شَاعِرٍ وَإِنْمَا
يَسْأَمُ القَـــــوَلَ شَاعِرٌ قُتِلَ مِنْ مُذَكْرٍ
رَحِمَ اللهُ حَـــلالَ العِتَابِ بِأَكْـــــمَلِهِ
فَـــمَا صَفَتْ العَيـــــشُ إلَّا لِلأَشْرَارِ
صَـــــغرَتْ لِلبَصَائِرِ أَعْيُنٌ وَصَمّتْ
لِلأَفْهَــــــامِ أَذَانٌ وَجَفَتْ لِلمِدَادِ بِحَارِ
لَا أَدّرِي مَنْ مُخْرِجُ إِبْلِيسَ مِنَ الدَّارِ
لِفَرّطِ مَا لَانَتْ الـــــــــعَزَائِمِ لِلكُفَارِ
وَوَجَعِي الثَمينُ إذَا مَا بِعْتُهُ أوجعتُ
قَلِيلُ الــــــــــوَجَعِ بِالوَجَعِ وَالإكْثَارِ
إنَّ الأَقَليةَ مِنْ صُنّعِ المُــــــــقِلِ وَبِيَدِ
المُكْثِرِ ثَـــبَتَتْ الأُمَمُ عَـــــلَى الشِعَارِ
دَوَالَيك جَاءَ الرّيـــحُ عَلَى شَــــهْوَةِ
سُفُنٍ يَومٌ لنَـــــجَاتِهَا ويَومٌ للِإعْصَارِ
مَتَى دَخَلَتْ اَلــــــزَوبَعَةُ فِي الفِنْجَانِ
أَوخَرَجَتْ العَفَارِيتُ عَنْ عُرّفِ النَّارِ
لِبَعْضِ الهُرَاءِ مِلّْحُ بُـــحُورٍ وَأَوْزَانِ
وَمَـــا يُغْتَابُ بِهِ ذَوِي الكَرّ وَالفِرَارِ
لِلوَعْضِ بِعَكْسِ المَوَاعِضِ وَالأَدْيَانِ
وَلِلهِ مَا إِسْتَمْلَحُوا القَـــادِمَ مِنَ الأَقْدَارِ
ضِدّانِ فِي حَـــــرّبٍ يَخْسَرُهَا إثْنَانِ
يَربَحُــــــهَا حَاسِدُهُمَا بِأَحَدّ الأَبْصَارِ
وَجَـــرَى النَّيلُ الأَحْمَرُ فِي السُودَانِ
تَـــــــعْطِيلاً لِلخَيرِ وَتَعجِيلاً لِلإقْبَارِ
عُــــيُوبٌ لَا أَيَـــــادِي لِعُمّرِي فِيّهَا
وَلِعُمْرِي أفَضّـــالٍ عَلَی الأَعْــمَارِ
بَيتُ البَرِيءِ مَتَی كَانَ لَـهُ المَحْبَسُ
وَلَم يَكُن لِسَــــــــانَهُ شَبيهٌ بِالمِنشَارِ
مَاذَا أدْفَـــــــعُ لِلغَدِ إَذَا سَأَلَنِي حَقَّهُ
وَإِذَا لَمْ أَتَزَودْ بِالـــــخَيرِ لِلمِشْوَارِ
إنَّ مَا يُخَلِفُهُ اللـــــهْفُ فِي الأَفْئِدَةِ
كَرَجْةٍ تُـــسْقِطُ الثِّمَارَ مِنَ الأَشْجَارِ
لَنْ تَفْعَــــــلَ بِالشَوقِ مَا هُوَّ فَاعِلَهُ
وَعَبثاً تُحَــــاوِلُ ضِدّ لُغَة الأَوْتَارِ
سَيْفُ فِي غَرَابَةِ أَمْرِهِ عِدّةُ أَطْوَارِ
تَنْصَحْهُ بِالحَرّْبِ يَرْدَعْكَ بِالحِوَارِ
اليَأسُ فِي جَوفِ الخَائِفِ تَــــخَمَّرَ
وَلَا يَـحْتَاجُ اليَائِسُ لِزِيَارَةِ الخَمَّارِ
صَــــرِيمٌ تَلَمّْعَتْ فِيهِ نُجُومُ الظُلّْمِ
بَـــــعْدَمَا أَعْــيَاهَا اللمَعَانُ بِالنَّهَارِ
تَحوَّفَ الشيءَ: أخذه من حافته

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى