مقالات

مأزق الشك

بقلم حمدى بهاء الدين
انقلبت القاعدة بدلا من القول ،، إن بعض الظن إثم ،، إلى ،، عدم الظن إثم ،، والظن يعنى الشك ليشمل مأزق الشك كافة العلاقات الإنسانية وغطى كل العلاقات الخاصة بل وشديدة الخصوصيه والتى يفترض فيها الصدق واليقين
إن مأزق الشك يجعل المصاب به هشا مزعزعا لأنه يأكل كل مخزون الثقة فى الذات وفى الآخرين ويصبح كالنار تأكل الروح وتحرقها إلى حد التفحم فلا يهنأ بنوم ولا يزوره الفرح ولا يستطعم الحياة ولا يدرك الحقيقة وإن أدركها تشوهت وتغيرت وتبدلت
مأزق الشك أحيانا يكون مرضا نفسيا متجذر لا شفاء منه مهما كانت التصرفات واضحة ومهما كانت العبارات صادقة ومهما كانت الدلالات لا لبس فيها ولا غموض ، وأحيانا يكون الشك حالة عارضة لكذبة هنا او مكر هناك من الممكن تزول هذه الحالة ومن الممكن أن تتمكن وتتجذر وتصبح شك مرضي لا شفاء منه
مأزق الشك أحيانا يكون بسبب نقص فى الذات وضعف الإيمان بقدراتها وموهبتها وشعور بالدونية أو كرها فى الطرف الآخر أو عدم الإيمان بصدقه وإخلاصه أو بسبب خطأ لم تغفره الروح ولم تنساه النفس ذلك الخطأ الذى يعد من زلات الحياة وعوارضها
مأزق الشك الذى يقع فيه الزوج شكا فى تصرفات زوجته لأنها ترفضه وترفض معاشرته أو تعاشره فى تأفف ودون رغبة حقيقية فيظن أن قبلتها توجهت نحو شخص أخر أو تبدلت مشاعرها من القبول إلى الرفض ومن الطاعة إلى التمرد سواء كان هذا الشعور حقيقة أو وهما
ومأزق الشك الذى تقع فيه الزوجة مع كل تصرف يأتيه الزوج ولو عفويا فتظن أنه على علاقة بأخرى أو أنه متعدد العلاقات لأنه لا يرغبها ولا يطلبها ولا يدللها ولا يجيب لها طلب ولا يحقق لها غاية خاصة مع خطأ عابر أو متكرر لا يقابله عفو أو مسامحة
ومأزق الشك الذى يقع فيه الجيران وتفسير كل التصرفات بمنطق الظن والريبة والشك سواء بمبرر أو بدون مبرر فتنعدم الصراحة ويغيب الوضوح
ومأزق الشك الذى يقع فيه الصديق دون إعتبار لإخلاص أو تضحيات أو ثقة دامت لسنوات وسنوات مما يشوه العلاقة ويسقط بها فى بئر سحيق من الظنون والإتهامات التى يصدر فيها حكم دون دفاع أو تفسير
مأزق الشك الذى يعتبر آفة العلاقات فيحطمها ويدمرها ويقضى عليها وتنقلب به العلاقات الصحية إلى عداوة مدفونة ينكرها الإنسان فى الظاهر وهى تأكله من الداخل
لكن يظل بعض الظن إثم لأنه قول الله تعالى وصدق الله العظيم فى محكم كتابه الكريم

تعليق
مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى