العرب والعالم

السودان إستمد عدم خوفه الكامل من خوفه المكتمل

مقالة لزهر دخان
قبل أن تتحرك الحظوظ السيئة السودانية لتبطش بالسودان بأياديه مرة أخرى ومن جديد . كانت السُيول قد فعلتها ونابت على آل سودان في عملية مكتوبة عليهم . التي إن كتبنا عليها عنوانها المفهوم سيكون: (عملية تدمير الوطن).
وقد سبق السيول والفيضانات المدمرة ، سيول أخرى كانت شبه مدمرة هي أيضاً. لم تكن منهمرة من السماء ولا فائضة من مياه النيل . لأنها كانت بشرية تخرج من بيوت آل سودان . لتنتظم في مشهد مهيب أطلق عليه إسم مليونية الثورة. التي كانت بالنسبة للشعب السوداني ضرورية دون أن يخاف أو يخشى من مغبة فلتان زمام الأمور في الخرطوم ودولة السودان برمتها . وقد إستمد عدم خوفه الكامل من خوفه المكتمل . فكان هو الرابح لأنه هو الذي ليس لديه شيء ليخسره ..
تخبط السودان بين الحل والأزمة . وكان الفأر الوحيد في عصرنا هذا الذي تمخض فولد جملاً . نعم إنه جمل جميل أصيل من نوع الإبل السودانية الثمينة . وإعتلى الجمل الجنرال البرهان متزعماً زاعماً عاقداً العزم على إجادة القيادة ، حتى يبلغ الوطن قمة الريادة . وكما هو معروف من إبطال قصة الحلم السوداني الجنرال الأخر ، حمدان حميتي الذي رزقه الله عصى طالما وعد بأنها في صالح الشعب . ومخصصة لمن عصى للثورة البشرية أمراً أو أفسد على الجمل الإستمتاع بما حمل .
طُويت تلك القصة السودانية الأليمة العظيمة . وبدأ البرهان يشعر بأن ذاك الجمل أسقطه أرضاً ورفسه بخفه رفساً لا أخوة فيه . ولا يزال حميتي يناشد الجمل مواصلة الرفس. ولا يزال البرهان يُدافع على نفسه بصدقاته الدولية والمحلية وقواته المسلحة .ونحن بدورنا لا نزال نفهم لمن وجه البرهان تلك الكلمات عندما صاح وكرر الصياح (إرفعوا أياديكم عن قواتنا المسلحة) ويبدو أن حميتي والبرهان لن يتفقا مجدداً إلاَ في ساعات الهدن المخصصة لإجلاء البشر غير السوداني من السودان . ثم تستمر الحرب التي كان سببها الشيطان الذي نزغ بين البرهان وحميدتي في أيام الصيام العشرة الأخيرة من رمضان 1444هــ .
والحل إذا وجد على جناح السرعة والعجلة لا يكون إلاَّ ممثلاً في عودة الجنرالين إلى العمل المشترك من أجل السودان . العمل بنفس الألية وبنفس الإتفاق الإطاري ودون تفاوض ) وإن باقي الحلول ليست إلاَّ دسائساً عربية غربية.
هذه الدسائس واضحة لآنها من صنيع من خرب الدول العربية وحاصرها لسنوات طويلة . كالعراق واليمن ولبنان وفلسطين وليبيا وسوريا والسودان نفسه . وهم الأعداء بإسم الوسطاء الأمريكيين والسعوديين . وهم يقترحون مدينة جدة السعودية مكانا للمفاوضات بين الأطراف السودانية المتنازعة.
أما السودان فيسعى إلى مساعدة قائده البرهان على إعتلاء مولوده الجديد *جمل الحرية والتغيير * مرة أخرى هذا إذا نسى البرهان رفسات حميدتي . قد ينال السودان قسطاً من رحمة الله ،وينجو من دسائس العرب والغرب عندما تنجح روحه الوطنية . وتنجح لها هدنة السبعة أيام التي قالوا أنها ستكون من الرابع مايو إلى الحادي عشرة . وأظن أن سبعة أيام بدون حرب مدة تكفي السودان ليشرب الماء ويرى بوضوح الكهرباء ويفوض أمره لله .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى