منوعات

المؤرخ الشاعر عمر عبد الجواد في كتاب مصر في عصر يوليو

مقالة لزهر دخان
من السعادة إلى تعدينها ، ومن الروحنية الرسمية إلى تدوينها . ومن الجاهزية الشخصية إلى اليقضة القومية . هكذا هي الأحوال في عقول الأدباء وحول أفئدتهم ومخاخهم . وإنكَ لأنكَ تعلمتَ وتلبَستَ بالقراءة لهم وعلى منوالهم ، سِرتَ متواصلاً مَع أرواحهم قارئة وكاتبة .وَوَاضعة للعلم والفكروناقلة ناسخة لهُ . إنكَ لهذا الإعجاب الكبير بهم أصبحتَ تفهم أن وجُودهم حِكمة مِن الله سُبحَانهُ وَتعالى.
اليوم يَشدُ قلمي الشِرَاع مَرة أخرى للإبحار في يَمّ عربي مصري سَبقنا إلى دُخوله دُكتورنا الكبير والشاعر المائز د /عمر عبد الجواد . الرجل الذي كتب بصور شعرية الأبعاد أثرية الأصل مُستقبلية الخَرجَات الفِكرية . فأنزلَ مِنْ فَوقِ فُلّكِ قلمهِ على مُسطحات المُحيط العُمري دَائم الهُدُوء . ليعلمهَم فنَّ الهُرب من رُوتين التنفس في بحيرات فكرية بسيطة . لسُهولتهَا كل ما يطرح فيها يُفهم بغير مِجْهَرية . كأنها رُوضة يتعلم فيهَا الطفل السِباحة . وَعندما يكبر يَكتشف أن المُعلم لقنهُ دُروس الغرق .
للتاريخ وضع أ.د/ جودة مُبروك محمد عميد كلية الأداب الأسبق – جامعة بني سويف رَأيهُ في أحد مُؤلفات ، د/ عمر عبد الجواد (كتاب مصرفي عصر يوليو) وبدأت تلك الشهادة بهذه الكلمات: (عندما يصاغ التاريخ بقلم أديب فإنه تتجلى فيه عناصر الذوق والرؤية التي تنبثق من الإحساس بصناعه ورواده . فلا يقف الأمر على الصورة المجردة للوقائع والأحداث ، وهذه معادلة صعبة عند كل من تناول كتابة التاريخ وسرد أحداث الماضي )
كانت شهادة أ.د/ جودة مبروك محمد طويلة وقد أضافها، د /عمر إلى كتابه (مصر في عصر يوليو ) ليكون الكتاب الذي طبعته دار الأديب للنشر مصنف تاريخي تهتدي به الأمة للحق ، إذا إختلفت حول ما حدث قديماً وما يَحدثُ ويُسْتحدَث حَديثاً .
الكتاب فعلاً يَسمحُ للقاريء بملأ رأسهِ بمنتج عَصري عُصرتْ عُصارتهُ في القديم . فيشعر القاريء وبفعل لغة الكاتب ، يشعر بنفسه وكأنه أمام شاشة سينما كبيرة من حولها هدوء كثير. يُشاركهُ فيه كل مُهْتم بإخراج مِصر مِن ظلمات إجتماعية إلى أنوار حَكَوَاتية سِينمائية . كالتي يَستنيرُ بها الحَالمون في عَصر الأحلام المُبرمَجة التي تبدأ غالباً بعبارة النهاية . لهذا ننصحُ بقراءة كتاب مصر في عصر يوليو حتى النهاية . ليتسنى لمن قرأ الإنطلاق والشروع في البداية . بعدما تسلح بأدق المعلومات ، وألمَّ بمختلفِ الأحداثِ التِي لن يُستحدثَ فيها شَيء مَا دَام المُؤَرِخُ قدّ أشْهدَ التَاريخَ عَنهَا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى