كاميرا اليوم

حوار روعة حول تشويه دور المرأة بمجتمعاتنا العربية

أدارت الحوار
الإعلامية والأديبة والشاعرة السورية
روعة محسن الدندن
سفيرة النوايا الحسنة وحقوق الإنسان لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان
مديرة مكتب سورية للإتحاد الدولي للصحافة والإعلام الإلكتروني
مديرة مكتب جريدة أخبار تحيا مصر في سورية
نائب رئيس تحرير لجريدة أحداث الساعة
مستشارة العلاقات العامة لإتحاد الكتاب والمثقفين العرب بباريس (سابقا)
وضيف حواري
الاسم الرسمي : سعيد يوسف
الاسم الأدبي : يوسف أبو شادي
المهنة : مهندس مدني
النشاط الأدبي : أديب (كاتب وشاعر)
المشروع الأدبي: إعادة صياغة الفكر والإنسان المصري
التكريمات: نقابة المهندسين في نوفمبر
: كورال سفينة الحب بكاتدرائية العباسية في نوفمبر
الإصدارات السابقة:
1 – كتاب بعنوان “حواري مع روح الخيام حول رباعياته” صادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
2 ـ رواية بعنوان “الكوميديا الصهيوأمريكية”.
3ـ رواية “أولاد جارتنا في الزمن الجميل”.
4 – مجموعة من قصتين بعنوان “باي باي ماريكا”.
5ـ مجموعة من قصتين بعنوان “إبليس والأنثى والقديس”.
6ـ ديوان شعر فصحى بعنوان “أعتذر”.
7 ـ ديوان شعر فصحى بعنوان “أسياد حارتنا”
8 ـ ديوان شعر فصحى بعنوان “كوني بعشقك ماكرة”
9 ـ ديوان شعر فصحى بعنوان “مات النبي”
10– ديوان شعر فصحى بعنوان “أنثى من نور”
11 – ديوان فصحى ” رويدا”.
12 – رسالة مستعجلة إلى حكام العالم
أرحب بك شاعرنا المصري يوسف أبو شادي وأشكرك على قبول دعوتي للحوار لتكون ضيفا عزيزا في سلسلة حوارات روعة وأبدأ معك بسؤالي الأول
تشويه دور المرأة بعد أن منحها الله الكرامة والمساواة وتساوت مع الرجل في العقاب والثواب
١-هل عمل المرأة يعتبر استهلاكا لها أم اعترافا لدورها في المجتمعات؟
يسعدني أولا أن أتوجه بالشكر والتحية لحضرتكِ، وللسيدات والسادة متابعينك الكرام. وقبل البدء بحوارنا أود أن أعرب عن احترامي وتقديري لجهودكم الفكرية، والأدبية، والثقافية والإنسانية من خلال منشوراتكم وحواراتكم على وسائل التواصل الاجتماعي، آملا أن يكون حوارنا دافعًا لأساتذتي من السيدات والسادة المفكرين والأدباء والشعراء أن يضيفوا ما أقصر فيه عند تناول القضية المطروحة والخاصة بالمرأة التي ما أكثر قضاياها بمجتمعاتنا العربية والإسلامية؛ ما دفعني أن أتناولها في قصصي ورواياتي وأيضا بأشعاري في مشروعي الأدبي بعنوان “إعادة صياغة الفكر والإنسان العربي”.
ولأن الموضوع ذو شجون جعلتني أظن أن الحديث فيه وعنه يحتاج تمهيدًا وتقديما. واسمحي لي حضرتك أن أبدأ بالتعبير عن الصدمة التي انتابتني وأرجفتني حين طالعت عنوان الحوار والذي هو “تشويه دور المرأة بمجتمعاتنا العربية” وربما كان السبب فيما انتابني أنه يحمل النصيب الأكبر من حقيقة نحاول أو نتحايل في إخفائها بأحاديثنا عندما نتحدث عن تكريم الإسلام للمرأة ـ وهذا صحيح جدا ـ بينما نعلم جميعًا أن هناك فروقًا شاسعة دائما في بلادنا ـ وتتسع دائما كلما اتسع الوقت ـ بين ما نقول وما نؤمن به، وما نفعله، وبين النظريات وتطبيقها. أما بعد …
نشأت معاناة المرأة على وجه العموم منذ خلقها الله وعلى مر العصور وإلى أن ارتقت بعلمها ومكانتها حتى تقلدت المناصب العليا أو المتميزة بقصور الحكم وبيوت الرئاسة البيضاء والتي طالعنا ما كتب وأذيع عن تعرضها للتحرش من السادة رؤساء الدول بما فيها العظمى؛ وأظنهم كانوا معذورين في ذلك نتيجة لما أبدع في خلقها خالقنا (سبحانه وتعالى) والذي أبدع في خلق الإنسان بجنسيه إلا أنه تعالى قد خص المرأة بالعديد من مظاهر الجذب والترغيب في التودد إليها؛ ربما لمنح الفرصة للجنسين بالمتعة والسعادة حتى تستمر الحياة بفعل التكاثر والتناسل وحتى لا يأت وقت يندثر فيه الإنسان كما اندثرت بعض المخلوقات الأخرى.
ولأنني في كل ديوان أصدره سواء كان رومانسيا، أو اجتماعيا وفلسفيا أدرج فيه قصيدة عن هذه القضية ومما كتبت كانت قصيدة “جعلوني أنثى فاشلة” و “جعلوني أنثى خائنة” و “جعلوا النساء مطية ببلادي” و “كذب الذي قال النساء على البسيطة واحدة” وغيرها الكثير من القصائد. لهذا فقد كان أول ما تبادر بذهني للبدء في حوارنا الهام والذي يتميز بحساسية خاصة أن أطلع حضراتكم على ما كتبته بخصوص المرأة في مستهل قصيدتي بعنوان “لا تعشقني كوني أنثى .. واعشقني كوني إنسان” فربما اختصرت بما فيها الكثير مما سأقوله في إجاباتي على أسئلة حضرتك. وقد كتبت فيها:
قالتْ عفواً لا تعشقْني
إن كنت تراني واحدةً
من بينِ حريمِ السلطانْ
أو إن كنت تراني حجرًا
أو تمثالًا أو حيوانْ
أو عاصيةً، أو معصيةً
أو كسبيلٍ للشيطانْ
لا تعشقني كوني أنثى
واعشقني كوني إنسان
لقد عانت المرأة العربية والإسلامية قبل منتصف القرن الماضي من الإنغلاق التام وحظر التجوال إلا للسوق أو للضرورات القصوى؛ ويبدو أن المرأة قد ارتضت أو قبلت على مضض مضطرة تلك الأوضاع وكانت فقط تكتفي ببث شكواها لدموعها حين تظفر بالظلم والإهانة، أو إجحافها حقوقها الإنساني من المودة والرحمة. إلا أنه ومع انفتاح الأبواب على مصراعيها دون تمهيد وتبصير جعل الرذيلة أكثر انتشارًا بالمجتمعات التي أباحتها. ولأن مجتمعاتنا لها خصوصيتها الدينية التي ربما كانت متشددة في كثير من الأحيان، فإن هذا ما جعلني أؤمن أنه لا سبيل للحل إلا بإجراء حوارات مجتمعية يكون الفيصل فيها لأراء ونصائح علماء العلوم الإنسانية ورجال الدين الذين يقدِّرون مدى المرونة التي تسمح بها الأديان في التعامل مع شرائعها.
——
٢- كيف ينظر الرجل إلى المرأة العاملة؟
كان توقيت قيام ثورة يوليو وما أحدثته من تغييرات جذرية بمجتمعاتنا يمثل حدًّا فاصلا في مسيرة المرأة المصرية والعربية أيضا ـ حسب ظني ـ وكأنها كانت سجينا أطلق صراحه، وحين تحرر وخرج للضوء خطف الضوء بصره فخاض في الحياة دون تمهيد، ودون هداية أو دراسة ـ ولو قليلا ـ لتبعات تحرره من سجنه في بيته وفي مجتمعه باعتبار تحريره ـ كما يرى الواعظون والأصوليون ـ مفسدة للمجتمع وإغراء للرجال والنساء أيضا لاتباع نزواتهم وشهواتهم؛ ما جعل حركة التحرر تسير بصعوبة لمعارضة الأصوليين لها باعتبارها مرحلة تقرب النار من البنزين كما كانوا يقولون ـ على قضية الاختلاط بالمدارس في المرحلة الابتدائية ـ فيزيدها اشتعالا.
ووسط هذه الأجواء سار ذلك السجين مُتخوفا حينا وحينا مُتحديا مُتمردا، في وقت سمح له على مضضٍ بخوض التجربة لأن معظم الناس كانوا يتمتعون بالفقر وقلة الموارد في حينه. وبذكاء الأنثى أو ربما لاضطرارها جعل المعارضين يغضون الطرف قليلا عن عمل المرأة لمعاونة زوجها وأسرتها على نفقات الحياة ربما عملا بالمقولة الشهيرة “الضرورات تبيح المحظورات” ودارت العجلة رغم الصعاب ـ كما تدور الكرة الأرضية بنا ـ دون أن يستطيع أحد أن يوقفها، بيد أن البعض استطاع أن يتهم المرأة بالتمرود والخروج على الدين والعادات والتقاليد رغم قناعته باضطرارها للخروج ـ من أجل لقمة العيش وفقط ـ في ذلك الوقت.
ومع ذلك فقد تعددت الآراء في هذا فمنا من يعتبره ضرورة للمعاونة على أعباء الحياة التي أصبحت قاسية ولا تحتمل، وهناك من يؤمن أن بقاءها ببيتها لتنشئة أبنائها ومراعاة واجباتها المنزلية والزوجية يُعلي من قيمتها ويتفق مع قيمنا الدينية، وهناك من يصفون أنفسهم بالليبراليين يعتبرون عملها حق من حقوقها. ولكلٍّ منهم حجته التي يعتبرها منطقية ووجيهة، أما وإن نظرنا في دواخلنا فأغلب الظن أن الرجل العربي يرفض عمل زوجته باعتبار خروجها إليه يتيح لها تعدد علاقاتها البريئة وما دون ذلك حيث نرجح سوء الظن دائما. ولذا يمكنني وصف نظرة الرجل للمرأة العاملة بأنها غير مريحة حتى وإن كان مضطرا للسماح لها بالعمل .
——-
٣- هل يختار الارتباط بزوجة عاملة أم غير عاملة؟
أرى أن هذا السؤال من أروع الأسئلة التي يمكن طرحها لعرض تلك القضية لأنه يكشف بعض التناقضات في شخصيات البعض منا. وأنا هنا أتحدث عن المرأة العاملة المكافحة والمجاهدة الصابرة التي خرجت للعمل من أجل أهداف نبيلة تؤمن بها وهي مساندة ومعاونة زوجها في بناء عش الزوجية ثم دعمها في مواجهة النفقات العديدة التي لا يمكن لراتبه وحده أن يفي بها فتتحمل هي معه النفقات. لكن هناك من يسمح لزوجته بالعمل لمعاونته على ألا يؤثر عملها على واجباتها ومسئولياتها العديدة التي ذكرتها آنفا وأضيف هنا بل إنه يطالبها أن تظل محتفظة برشاقتها وزينتها ولولا الخجل لطالبها بالاستعانة بالعطور ومساحيق التجميل العالمية من ديور أو شانيل؛ حتى لا يشم رائحة البصل التي قضت نصف يومها الآخر بعد عودتها من العمل في الطهي به والتي إن لم تفعل ربما أرسلها إلى بيت أبيها.
وأعود للسؤال فأقول إن البعض يرحب بعمل زوجته حال توريدها راتبها إليه كل أول شهر. مع مراعاة الحفاظ على جمالها وأنوثتها ورشاقتها كما ذكرت. ولأن ذلك من رابع المستحيلات عمليا ولحرصه على راتبها فهو يختار أن يتزوج العاملة ثم يعوض مواضيع تقصيرها بجماليتها في حب إحدى زميلاته بالعمل، وهي أيضا وبعد مقاومة تضطر الاستجابة لمبادلة زميلها بالعمل مشاعره. وربما كان هنا مكمن الخطورة بمجتمع ظل قرونا عديدة منغلقا حابسا المرأة في دارها. ولا يجدر بنا أن ننسى أننا هنا نتحدث عن النساء في المجتمعات الأكثر فقرًا وليس عن المستويات التي تسمح إمكاناتها المادية بعدم اللجوء لعمل زوجاتهم لأنهم ليسوا في حاجة لمعاونتهم براتبها. وهنا يتبقى أن نقول أن نساء تلك الطبقات والمُستويات تعلن بضرورة خروجها للعمل ليس لحاجتها للمال بل لإثبات جدارتها بالمشاركة المُجتمعية وهذا يبدو مبرر وجيها ـ إذا تعاملنا بمبدأ المساواة التي لي عليه بعض التحفظات القليلة ـ غير أن إثبات المرأة جدارتها بالمشاركة في بناء الأوطان يحتاج تغيرات ثقافية اتبعناها عدة قرون كما قلنا سابقا.
٤- هل تمكنت المرأة من تذليل المُعاناة من خلال عملها أم زادت من معاناتها؟
أغلب ظني أن النتيجة كانت في زيادة المعاناة بمجتمعاتنا؛ إذ عليها في جميع الأحوال أن تؤدي كافة مسئولياتها الأخرى والتي أرى تحقيق ذلك غاية في الصعوبة كونها إنسان له طاقة محدودة وتضعف مع تقدم العمر وازدياد مشقة الحياة.
٥- أين تكمن معاناة المرأة الحقيقية من وجهة نظرك شاعرنا الكبير؟
أرى أن المعاناة الحقيقية للمرأة تكمن في رؤية الرجل العربي وإيمانه أنها خُلقت لأجل مُتعته ورعايته في الوقت الذي يغفل عن تقديم الشكر إليها عندما تحسن في أداء واجباتها ناسيا أن كلمة الشكر ستدفعها لتقديم المزيد وأطيب دائما، أما معاناتها القاسية فتزداد بالشكوك والظنون والغيرة وما إلى ذلك من صفات تبدو مقلقة أحيانا وظالمة أحيانا كثيرة.
٦- أين ترى دور المرأة الأكثر فعالية بوجهة نظرك ؟ وماهي الوسائل لتفعيل هذا الدور؟
تتمتع المرأة بطبيعتها بالعطاء والحنان والرحمة وبصفات عديدة موجودة بالرجال أيضا لكن الله سبحانه وتعالي خص المرأة بالمزيد منها وقد أبدت إخلاصا وحنكة في مراعاة أسرتها وتنشئة أبناها على الأخلاقيات والسلوكيات الحميدة. وستندهشين إن فاجأتك بترشيحها لأعلى المناصب المالية حيث كنت دائما أتعجب كيف أنشأت أبنائها وأوصلتهم أعلى المناسب بإمكانات مادية ضئيلة للغاية، ثم ستزداد دهشت حضرتكم حين أخبركم عن قصيدة كوميدية كتبتها عند تنافس الدكتور مرسي والفريق شفيق على كرسي الرئاسة وقالت الزوجة بها وهي تجهز الشيشة لزوجها أن الرجال احتلوا وانفردوا بعروش الحكم فأفقروا البلاد والعباد، فليتهم أعطوا الفرصة ولو لمرة واحدة لامرأة تعتلي العرش ربما تُحسِّن من أحوالنا بحكمتها. أما بخصوص الوسائل فعلينا أن نسلم أننا بحاجة لتطوير ثقافتنا ومفاهيمنا وأخص منها المُتعلقة بالعادات والتقاليد والتفسيرات الدينية التي أرى ضرورة اعتبار المُتغيرات العصرية بها مع تجميع وربط جميع الآيات المتعلقة بنفس القضية معا حتى نخرج بالتفسير الأقرب لما أراده الله واضعين في الحسبان المرونة التي يوفرها النص القرآني وكذلك الحديث النبوي وأسترشد هنا بحديث السيدة عائشة حيث قالت: ما خُير رسول الله (ص) في أمرين إلا واختار أيسرهما، ما لم يكن فيه إثم. وكذلك الردود التي عودنا عليها الرسول (ص) على السائلين إذ كان في الأغلب يقول: افعل ولا حرج، أو يجوز .. حتى قال فيه الشاعر:
ما قال لا قط إلا في تشهَّده … لولا التَّشهد صارت لآه نعم.
٧- ما دور الرجل في مجتمعاتنا لاعادة مكانة المرأة دينيا وثقافيا ومن السبب في تشويه هذا الدور؟
المرأة أستاذتي أول ما تنشده في الحياة هو الأمان والتقدير لدورها وتفهمه. وأرى أن على الرجل أن يشعرها بذلك دائما ( وخاصة في مسألة التعدد وإن كان شرعيا على الإطلاق كما يقول السادة الشيوخ) وقد أعدت أية التعدد عند قراءتي القرآن عدة مرات وفي كل مرة يزداد اعتقادي في أنها خاصة باليتامى، وقد اتهمني أحد الأصدقاء الشيوخ بالاقتراب من الكفر حين أخبرته بذلك منذ عشرين سنة فتوقفت عن النقاش حولها غير أني سمعت الباحث الديني السوري د. م. علي الكيالي يعيد طرح رؤيتي في قناته على اليوتيوب. وعلى أي حال ليس هذا موضوعنا، لكنها مُناسبة لطرح بعض التفاسير للنقاش وهي كذلك الآن إذ أن هناك العديد من القنوات على اليوتيوب لشيوخ أتوا بتفاسير جديدة لقضايا إسلامية تعارض ما سمعه المسلمون منذ قرون خلت. والحقيقة أنني مع إعادة النظر في بعض ما تعلمناه عملا بمقولة الإمام علي (رضي الله عنه) عندما قال: “القرآن حمال أوجه” وقد علمت مدى عظمة ذلك الرجل عندما جاءت نظريات النقد الحداثية وما بعد الحداثة لتقول أن كل نص مُنفتح على عدد غير محدد من القراءات والتفاسير. وأكرر أننا بحاجة لإعادة النظر في أمور ديننا ودنيانا.
٨- من المستفيد من تشويه المرأة ودورها فكريا وثقافيا وأخلاقيا ؟
إذا تمسكنا بوصف مجتمعنا بأنه مجتمعٌ ذكوري فالرجل يكون هو المستفيد بالطبع من تشوييها لأن ذلك سيبقيه صاحب السلطة دائما وخاصة أننا نعشق السلطة ووجاهتها، وهنا يجدر بنا أن نحذر من انفجار ثورتها كما حدث بثورات الربيع العربي الذي أسميته في روايتي “الكو.. مي .. ديا .. ال .. صه .. يو .. أم .. ري .. كي .. يه” بأنه ربيع غربي بامتياز بيد أني أرى أن الثورة كانت حتمية. والرواية موجودة على إحدى المواقع الأليكترونية ويمكن تحميلها مجانا ـ وقد نشرها الموقع دون إذن مني بالطبع ـ ويمكن لمن يشاء من السيدات والسادة المتابعين تحميلها.
٩- عندما يتم تحرير المرأة من قرون من خلال ما منحه لها الاسلام نجد هناك من يطالبون بمنظمات دولية ومحلية وكأننا عدنا لنقطة الصفر فهل هذا بسبب الجهل دينيا أم ثقافة عبثية يتم تصديرها لنا؟
بداية أستاذتي أتحفظ على تحرير المرأة منذ قرون ـ رغم تكريم الإسلام لها ـ وقد ناقشت هذا الأمر مع روح عمر الخيام في كتابي الأول بعنوان “حواري مع رح الخيام حول رباعياته” إذ ما زال الكثير من الرجال يتعاملون معها بعيدا عما منحه الإسلام لها. لكن ومع هذا فأنا أرى حظ المرأة بعصرنا أفضل كثيرا كثيرا عما مضى، وأظنه في ازدياد شئنا أم أبينا نحن الرجال. أما بخصوص المنظمات الدولية والمحلية فتعلمين حضرتكم أن الحداثة أنكرت مركزية الكون ونادت بمركزية الإنسان الذي عليه أن يشرع وينظم لحياته ومن هنا نشأت تلك الجمعيات لترسخ نظريتهم ولأن من جاءوا بالحداثة لهم أدواتهم في السيطرة على القلوب والعقول فقد أمتدت منظماتهم لتشمل كل أرجاء المعمورة وفي اعتقادي وعلى أي حال أن أهداف تلك المنظمات والهيئات تبدو جيدة ونافعة ما لم يتم توظيفها لأغراض سياسية بهدف بسط النفوذ والفكر الغربي على كافة أرجاء المعمورة واتجاهاتها الأربعة. ويجدر بي هنا أن أذكر حضرتكم بتجارب تنويرية سابقة قادها قاسم أمين والشيخ محمد عبده، والدكتور طه حسين وكان هذا حال كل من عاد من دراسته بأوروبا فنشر الأفكار التي اطلع عليها وجميعهم كابدوا معارضات عنيفة وواجهوا صعبات في مناصبهم عقابا لهم. والحقيقة أنني من المنادين بدراسة التجربة الغربية، بل وبالتجارب الشرقية الناجحة أيضا ثم اتباع وتطبيق ما نراه يتفق مع خصوصية مجتمعنا وما يدفعنا للارتقاء به وبنا.
لا أملك في نهاية حوارنا الذي أمتعتنا من خلال فكركم وأسلوبك وما منحته لنا من وقتك ورحابة صدرك للحوار إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لشخصكم الراقي
على أمل اللقاء بحوارات جديدة وموضوعات هادفة
أترككم بأمان الله ورعايتهقد تكون صورة ‏‏شخصين‏ و‏أشخاص يبتسمون‏‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى