مقالات

في كل المجالات اكتفي ب ابتسامه الروح

بقلم/الدكتورة اسماء مشعل 

ويفضل بعض شركات الانتاج بقيامي بأدوار سينمائيه ولكن انا من عشاق السينما المصريه من بدايتها ومحبه للافلام الأبيض وأسود الزمن الجميل الذي يعشقه كل الفئات ومهما تغيرت الازمنه لازال في الذاكرة أهم سمات السينما في فترة الثلاثينيات – لم تشهد السينما المصرية حالة الشد والجذب بين رواد السينما الصامتة وداعمي التقنية الناطقة. وربما يعود ذلك الأمر أن السينما المصرية بدأت بالفرق المسرحية ولم يكن لها الاستقلالية الذاتية عن فن المسرح فكان قوامها الأولي فرق «الجزايرلي» و«علي الكسار» و«يوسف وهبي» وغيرهم ممن اعتادوا على التفاعل الجمهوري الصوتي، بالإضافة إلى أن الإنتاج الصامت في مصر كان هزيلًا، فلم يحدث ما حدث في السينما العالمية والصراع بين التقنية الناطقة والسينما الصامتة انتهى لصالح الأولى، فما لبثت أن شهدت السينما العالمية فجرًا جديدًا وصناعة جديدة بوجوه مختلفة عن تلك التي سادت في المرحلة الصامتة، إلا أن هذا الأمر لم يسرِ على نفس النهج فكان رواد الصناعة هم أنفسهم كمحمد كريم ويوسف وهبي وتوجو مزراحي. – التسارع الهائل في الإنتاج والذي قد لا يتناسب مع فن وليد. فكما رأينا أن ظهور الأفلام الروائية كان في بدايات الثلاثينيات إلا أنه لا نكاد نشعر بفجوة بين السينما العالمية والمصرية فيكاد الاثنان يسيران بنفس الخطى من حيث الألوان الفنية والموضوعات، فلا نكاد نلحظ فارقًا في الإمكانيات التقنية المستخدمة. فظهور الصوت لم يستغرق سوى أربع سنوات بين أول فيلم ناطق (The Jazz Singer 1928) وبين أول فيلم ناطق بالعربية 1932، أيضا تنوعت الموضوعات المطروحة على الساحة الفنية من التراجيدي للكوميدي للغنائي. – شهدت فترة الثلاثينيات ظاهرة الإخراج النسائي من خلال أعمال مخرجات مثل «عزيزة أمير» في فيلم «كفري عن خطيئتك»، و«فاطمة رشدي» في «الزواج»، و«بهيجة حافظ» في «الضحايا». – شهدت السينما المصرية في الثلاثينيات تنوعًا مذهلا في الموضوعات على عكس المتوقع لصناعة وليدة فظهرت ألوان فنية متعددة منها التاريخي كفيلم «شجرة الدر» من إخراج «أحمد جلال» وفيلم «ليلى بنت الصحراء» من إخراج «بهيجة حافظ» كما شهدت أيضًا ظهور أفلام الخيال العلمي كما في «عيون ساحرة»، كذلك ظهر اللون الكوميدي في أفلام «علي الكسار» من خلال ارتباطه بشخصية «عثمان عبد الباسط» والتي قورنت بشخصية المتسول لـ«تشارلي شابلن» فضلا التابلوهات الكوميدية بينه وبين حماته التي تسعى للتفريق بينه وبين زوجته كما في فيلم «الساعة 7» والتي تشابهت إلى حد كبير مع بعض الثنائيات السينمائية كثنائي «لوريل وهاردي» الشهير. – تميزت السينما المصرية وفي بدايتها بحضورٍ كثيفٍ للجمهور ولعل أحد الأسباب المحورية في هذا الشأن الارتباط الأول بالفرق المسرحية ذائعة الصيت كفرقة «الريحاني» و«الكسار» وغيرهما، كذلك شهدت السينما المصرية ظاهرة الفن الغنائي فصار أغلب نجوم الغناء والطرب ذوي الشعبية الكبيرة لدى عموم المصريين فصاروا بالتبعية مرشحين لقيادة دفة السينما الوليدة أمثال محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وغيرهم، فقد حقق الفيلم الغنائي «الوردة البيضاء» 1932 والذي قام ببطولته المطرب محمد عبد الوهاب ومن إخراج محمد كريم أرباحًا خيالية بمقاييس هذا الزمن بلغت رُبع مليون جنيه، وظل يُعرض لسنوات. – على المستوى الموضوعي تميزت فترة الثلاثينيات بنبرة واقعية قوية في موضوعاتها، حيث نجد أن هناك مجموعة كبيرة جدًا من الأفلام دارت أحداثها في الريف وليس في القصور كما ساد الوضع قليلًا في فترة الأربعينيات، كما قدمت صورًا صادقة من المجتمع المصري بتفاوتاته الطبقية وناقشت تلك القضية من خلال عدة أعمال لعل أشهرها على الإطلاق «العزيمة» 1939 والذي تدور أحداثه بالأساس في الحارة المصرية وقد تم تصنيفه ضمن أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية. وختامًا تميزت السينما المصرية في عقد الثلاثينيات بعدة مميزات، فقد عكست صورا حقيقية للمجتمع المصري وعبرت عن طموحاته وأبرز مشاكله، وربما كانت الأقرب لرصد شكل الحياة والمجتمع، كما كانت أقرب العقود إلى السينما العالمية إلا أن هذا التراث السينمائي والتاريخي الهام لم يحظَ بالاهتمام الكافي؛ حيث يعاني أغلب الباحثين والمهتمين بالسينما الكلاسيكية من فقر المكتبة السينمائية من النسخ الخاصة بالعديد من الأعمال الأولى كـ«أولاد الذوات» و«أنشودة الفؤاد» وغيرهما الكثير مما يشير إلى إهمال في الحفاظ على هذا التراث التاريخي الهام الذي يؤصل لمرحلة هامة في تاريخ مصر الفني. وحاليا في تصوير برنامج درامي يسمي بعاشق السينما يبث على التلفزيون المصري.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى