منوعات

سائق سيارة الأمان في بطولة العالم للفورمولا 1 يتشوق للعودة إلى مسار حلبة مرسى ياس

محمد على

 

 

 

 يتشوق بيرند مايلاندر، سائق سيارة الأمان في سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا1 بفارغ الصبر انطلاق فعاليات عطلة أسبوع السباق.

ويتمتع بيرند بخبرة طويلة تمتد على 21 عامًا تولى خلالها مسؤولية قيادة سيارة الأمان في مختلف الحلبات العالمية التي استضافت سباقات البطولة، إلا أن هذه الخبرة الطويلة لا تؤثر عليها عندما يتعلق ذلك بحماسه لكل سباق وخاصة السباق الختامي من البطولة والذي تستضيفه حلبة مرسى ياس في أبوظبي.

وعلق بيرند حول ذلك بالقول: “عادة ما تصل السيارات إلى المسار يوم الثلاثاء، أو الأربعاء على أبعد تقدير، وتبدأ حين ذلك الاستعدادات الميكانيكية عن طريق فحص الإطارات وضغطها ومستويات الزيت، وتثبيت المصابيح على سقف السيارة، وغير ذلك”.

وتابع: ” وابتداء من يوم الخميس تصبح الأمور أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة إلي، إذ نجري أول اختبار لقنوات الاتصال عند الساعة 12:30 ظهرًا تقريبًا. ويختلف الأمر قليلًا عند إقامة السباق في حلبة مرسى ياس الذي يتبع جدولًا مختلفًا نظرًا لموعد إقامته عند غروب الشمس. ويتم اختبار المسار في الظهيرة عند الساعة 2:00 تقريبًا لأن السباق يقام في الفترة المسائية، ويتضمن ذلك إجراء اختبار متكامل يشمل المسار وسيارة الأمان وقنوات الاتصال وأنظمة تحديد الموقع GPS، فيما تتبعنا المروحية للتأكد من سير على أفضل ما يرام”.

وعبر بيرند عن إعجابه بحلبة مرسى ياس ومرافقها الرائدة: “تتميز حلبة مرسى ياس بمرافقها المتطورة ومزاياها العصرية، والقيادة ممتعة على المسار نفسه، ويتميز خط السباق بمجراه الانسيابي في المقطعين الأولين من المسار، أما بالقرب من الفندق ومنطقة العودة إلى خط الانطلاق بالقرب من المرسى يزداد تعرج المسار، وهذا الأمر يفرض نوعًا من التحدي عند إعداد السيارة كونه يتطلب مستويات أعلى من التماسك، إن اختتام الموسم في حلبة مرسى ياس أمرٌ رائع، ولهذا يسعدنا القدوم إلى هنا على الدوام”.

ويتمتع بيرند بمسيرة رياضية جديرة بالتقدير في عالم سباقات السيارات، فقد خاض العديد من السباقات مع فرق كبرى مثل فورمولا فورد وبورشه قبل أن يشغل منصب سائق سيارة الأمان في بطولة العالم للفورمولا1 بعد تلقيه مكالمة من الراحل تشارلي وايتينغ غيرت مجرى حياته.

 وعلق بيرند حول ذلك: “تلقيت مكالمة في عام 1999 من رقم بريطاني، كان تشارلي وايتينغ على طرفها الآخر. وطلب مني خلالها زيارته في مكتبه لأنه أراد التحدث معي، كان ذلك أثناء عطلة أسبوع سباق الجائزة الكبرى في سان مارينو، وتوجهت عندها إلى مكتبه لاجتماع دام لمدة خمس دقائق تقريبًا”.

وتابع: “أخبرني خلال الاجتماع أنهم يبحثون عن شخص لقيادة سيارة الأمان في بطولة فورمولا 3000، وسألني فيما إذا كنت أرغب بذلك، وجاوبته بالقبول، وبهذا أصبحت سائق سيارة الأمان لبطولة فورمولا 3000، وبحلول عام 2001 عملت على أداء هذه المهمة في العديد من البطولات بما في ذلك فورمولا 3000 وفورمولا 1، والعديد من الفئات الأخرى، وها أنا الآن بعد مرور 21 عامًا لا أزال أستمتع بأداء هذه المهمة”.

ويؤدي السائق الألماني مهام قيادة سيارة الأمان ضمن إطار فريق واسع يضم كادرًا أكبر، ويؤدي دورًا كبيرًا في الحدث، ولا يمكن التقليل من أهمية هذا الدور الهام لطاقم الأمان.

ويتحدث بيرند عن مهامهم خلال كل عطلة أسبوع سباق:  “تعبر كلمة فريق بشكل صحيح عن أسلوب عملنا، فأنا أقود سيارة الأمان إلا أن هناك الكثير من الإعدادات والإجراءات التي تتم خلف الكواليس، يؤدي السائق المساعد ريتشارد الذي يجلس في مقعد السيارة بجانبي دورًا في غاية الأهمية، فهو من يتولى أنظمة الملاحة، ويتابع حالة المسار عن طريق الشاشات وقنوات الاتصال، ونحن على تواصل دائم مع غرفة التحكم بالسباق أثناء تواجدنا في السيارة، وهذا الأمر يفوق في أهميته سيارة الأمان بحد ذاتها لأن المعلومات تردنا بشكل مباشر عن طريق فريق التحكم بالسباق، فهم من يزودنا بالتعليمات ويعلموننا بالحاجة إلى التحرك إلى مسار السباق أو العودة إلى منطقة الصيانة، فيما نعملهم بالأحوال على مسار السباق مثل تواجد مناطق تسبب الإنزلاق نظرًا لتبلل المسار، كما يشكل الاهتمام بالسيارات ميكانيكيًا جزءًا هامًا من مسؤوليات الفريق، ففي كل سباق تتواجد سياراتا أمان وسياراتان طبيتان، وتخضع السيارات في كل جولة لاختبارات صارمة تشمل أداء المكابح والإطارات ومستويات الوقود”.

ويتواجد بيرند خلف مقود سيارة الأمان طوال فترة السباق، ويتابع مجريات على شاشة صغيرة كما يستمع إلى التعليمات التي تبث عن طريق الراديو وينتظر أمر انطلاق سيارة الأمان في حال احتياجها. وخلال مرحلة وجود سيارة الأمان على مسار السباق يتوجب عليه قيادتها عند حد معين لتجنب ارتفاع حرارة سيارات الفورمولا بسبب قلة تدفق الهواء في أنظمة التبريد الخاصة بها.

وزار بيرند أبوظبي عدة مرات على مدى السنوات الماضية، وفي هذا العام فإنه يتطلع بشوق للعودة إليها، وخاصة بعد تأخرت بداية الموسم إلى شهر منتصف العام تقريبًا وتم تكثيف جدول السباقات لتبدو نهايته بعيدة للغاية.

ويتابع بيرند: “أتيحت لي فرصة زيارة بعض المناطق في أبوظبي. وسبق لي وأن استأجرتُ دراجة مائية عندما كنت أقيم في أحد الفنادق وسط المدينة منذ عدة أعوام. وتشكل أبوظبي وجهة متميزة للزيارة لأنها قريبة من أوروبا حيث أقيم، كما أنها تتمتع بمناخ لطيف. كما أنها توفر تجارب تسوق مذهلة في مراكزها التجارية. كما تتميز أبوظبي بالتنوع الثقافي والديني، ومن الرائع التعرف على الثقافات المختلفة حول العالم”.

“من الأحداث الهامة بالنسبة إلى في هذا العام كانت المكالمة التي تلقيتها لإعلامي عن عودة السباقات مجددًا، كان ذلك في أوائل شهر يونيو، وانطلقت سباقات البطولة في النمسا، وكنت في غاية السعادة بالتواجد إلى جانب أصدقائي وزملائي في عالم السباقات مجددًا”.

“إن قدرتنا على تنظيم هذه البطولة بهذا العدد من سباقات الفورمولا1 أمر رائع، قام الاتحاد الدولي للسيارات بالتعاون مع منظمة الفورمولا1 بأداء مهمة رائعة، وبالنسبة إلي، فقد استمتعت بتمضية وقت طويل برفقة عائلتي في المنزل، لا أظن أن قضيت مثل هذه الفترة المطولة بشكل متواصل في المنزل، ولكن هناك حياة عملية في عالم رياضية السيارات وإذا ابتعدت عنها لفترة ثلاثة أشهر قمن المؤكد أن تتشوق للعودة إليها”.

 وبالطبع، يركز بيرند تفكيره حاليًا على سباق عطلة الأسبوع في أبوظبي وأن يقدم ختامًا مثاليًا لهذا الموسم الاستثنائي من بطولة العالم للفورمولا1.

وبالرغم من أنه قد أمضى 21 عامًا على رأس عمله في قيادة سيارة الأمان، إلى أن بيرند لا يزال يفكر بالمستقبل: “كان النصف الثاني من هذا العام صعبًا، ولكن الأمر الأهم العودة إلى عائلتي والاستعداد لفترة الأعياد مع اختتام فعاليات سباق الجائزة الكبرى في أبوظبي”.

محمد على

صحفى ومحرر أعلامى ورئيس تحرير وكالة الانوار اليوم الاخبارية ومسئول الديسك المركزى لبوابة الحقيقة نيوز والمراسل اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى