أخبار مصر

قافُ الهجَاء والرثاء فِي قصيدتِي الشَاعرين حَسان البروة ولزهر دخان

مقالة لزهردخان
إذا كانت القافية قافية يسهل فقأ العين . ويرتاح الهَجَّاءُ لحالة الهيجان بالهجاء. وَيستملحُ أن يعبر عن مشاهده ،فتشهد عن شجاعة الهاجين وجبن المهجوين القاف بقوتها . فهي قلم في أقوى مُسمى . وقمقمق القمقام في أشهق قمة .وكذلك هي لقمة قسمها الله لقوم قتل بأسيافهم – القواد والقزم وقصير القامة ، وقرد قشور جلده ما فتأت تتبدل دون أن تلمسها نار الجحيم الجهنمي . وكأن الله قد عجل له العذاب ..وما أكثر شعر الهِجاء بقوافي مختلفة ومن بينها القافية ، وقد إخترتُ لكم من جميل ما قرأتُ لصديقي على مجتمع فايس بوك قصيدة بعنوان * جزاء المُغتاب * بقلم المحامي المصري أستاذ ، حسن البروة ..
جزاء المغتاب
ــــــــــــــــــــــ
بئس هذا البربريُ الأحمقُ
في جحيمٍ من لهيبٍ يحرق
من قديمٍ قد حواه حقده
كالأفاعي سمّه كم يسحق
مظلمُ القلبِ بوجهٍ أسودٍ
مثل بومٍ في خرابٍ تنعق
لا يسبّ النّاس إلا ناقصٌ
في جحيمٍ دائمٍ لا يعتق
في حشاه الكره أضحى راسخاً
لم يعد بالقلب حبٌ يخفق
بئس عبدٍ خان يوماً وعده
في بحار الخزي أضحى يغرق
لتميمٍ أنتمي يا جاهلاً
خير قومٍ خير عرق يخلق
شعر
حسان البروه
كذلك إخترتُ لكم قصيدة من شعر التفعيلة من ديواني * أعيدي الطفلة * والقصيدة المُختارة من كتابات عام 2003 م. يعني وُلدتْ قبل 20سنة أيام غربتي في طرابلس العاصمة الليبية . وهي قصيدة رثاء لا هجاء فيها إلَّا بعض اللمم من فرط الألم . وراقت لي أن ذاك قاف الكلام ، فقلت كيف لي النومة الهانئة دُون أن أحذر قلبي وعقلي ولو ببعض من عصير قلمي .. وكانت القصيدة فكرة خوف عارم على العقل وحالته في تلك الليلة …ولكم أن تشعروا بالجو الذي ساد آن ذاك . إذا أحسنتم قراءة الفكرة العامة من تلك الأسطر التفعيلية على قَافِيَة قَافِيّة قاتلت بقوة وباء الوسواس وقدست بقانون القوة قوة القانون .. وليس للشاعر قانون غير نبضه ومشاعره ،وليس له قوة قد تحل محل النصوص ..
رثاءً للعقل
ــــــــــــــــــــــــــ
أخاف عليه أن يُحرقْ
أن يُصرقْ
أخافُ عليه أن يتزحلقْ
ويتعلم هواية جدية ويُدمنُ التزحلق
أخافُ عليه أن يُشار إليه بالأصابعِ
هذا الأخرقُ الأحمقْ
هذا المارقْ
أعِدوا لهُ مصيدة البنادق
حرقوا الأرض من تحتحهِ وحَرّقوا الزوارق
أخافُ عليه أن يصمتْ
فلا يشهقْ ولا ينطق
ولا يصدق منطق
مستغرباً كان أو مُستشرق
أخافُ عليه أن يخترع للسانه جناحين
يا مريض الوهم إلى أين تـُحلق
يخترعُ لذكرياته مطبعتين
جنسية لهُ وجنسية للفصام
يا مهزوم حارتنا لما تتعرقْ
هرول كالدراجة.. وستتذكر
أنك من كان يُراسل المُعلقات مُطلقات
ويل الحظ أخافُ عليه أن يبقى مطلقْ
هرج كالديك… صَياحاً
صياحُ المُهرج لم يعد يُصْلحُ ساعة
لم يَعدْ يُصدر رُتب العقارب
لم يعد للمذيعين إماماً كالمذياع
أخافُ عليه أن يبقى نوماً.. مُأرقْ
شعر
لزهر دخان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى