مقالات

الإعلام الروسي يتجاهل تطورات أزمة النيجر ..كيف ولماذا؟؟

مقالةلزهردخان
إن ما ستَأُوُل إليه الأمور في دولة النيجر هو ما يشغل بال عالم اليوم . على الرغم من إجمالي مشاكلهِ وحجمها . وقد باتت أزمة النيجر الشغل الشاغل للعالم اليوم ،ليس لأنها قضية كبيرة خطيرة محيرة وتستحق أن يتفرغ لها قادة العالم. ليصبوا جام غضبهم في مجاريها عذبة وأسنة . ولكن لأنها أزمة مفبركة مُصطنعة مُحبكة الطبخة السياسية بإتقان غربي فرنسي إستفزازي إستعماري ..
وهي أزمة كما أشرتُ في مقالتي المنشورة يوم الجُمعة الماضية ، أزمة وجدة إجاداً لنقل الحرب بين الغرب ورُوسيا من أوكرانيا إلى شمال وجنوب شمال إفريقيا ..
بدأت الألة الإعلامية الفرنسية الغربية الترويج للضعف الفرنسي في إفريقيا. ملوحة إلى أنهُ هناك هيمنة وقوة روسية لا يُستهان بها في النيجر . وتأتي هذه الخطة الفرنسية المُحكمة كي تقنع الرُوس أنفسهم بمدى قوتهم في النيجر. وجرهم إلى ضرورة الدفاع عن حُلفائهم من عسكر وشعب في جنوب شمال إفريقيا وفي شمالها ..
ولا يزالُ الإعلام الفرنسي يُنفذ هذه الخطة ،أما الإعلام الروسي وحسبما لاحظته من متابعتي لمواقع روسية رسمية إخبارية بتاريخ هذا الجمعة 18 أب أغسطس2023 فقد لاحظتُ أن رُوسيا قد تفطنت للخبث الفرنسي وغيرت خطة لعبها فتجاهلت ما يحدث في النيجرتجاهلاً إعلامياً ورسمياً. و ويدل هذا التجاهل على أنها رُبما سوف لن تتدخل في النيجر إلا ببعض الحيل والخطط ، التي سوف تورط الفرنسين والغرب في الأزمة المصطنعة لتوريط موسكو ..
على الصعيد العسكري السياسي والدبلوماسي لا تزال أركان غرب إفريقيا ممثلة في مجموعة إكواس ، لا تزال تجتمع للرد على الإنقلابيين في النيجر، بنشرتعزيزات عسكرية ضمن خطة لحفظ الأمن ولإستعادة الحُكم لصالح الرئيس بازوم . الرجل الذي كان إنتخابه سنة 2021 بمثابت الحدث التاريخي. قبل أن يزاح عن السلطة وظطهده إنقلابيون خلعوه بالقوة . ثم وهددوا بقتله إذا تحركت دول إفريقية عسكرياً لنصرته …
يذكر أن يوم الجمعة الماضي شهد مظاهرات رُفعت فيها أعلام رُوسيا بقوة وقد نشطها ألاف المواطنيين بعد أداء صلاة الجمعة في مسجد سمي بإسم معمر القذافي لأنه شيده من أموال الشعب الليبي ..أما هذه الجمعة فشهدت دعوات عبر مواقع التواصل تشجع الشباب في النيجر على التطوع وحمل السلاح للدفاع عن الإنقلاب غير المُشرعن دولياً حتَّى الأن . وطلب من الراغبين في التطوع الحظور يوم غد السبت إلى ملعب العاصمة نيامي للتوجه بعدها إلى ثكنات التجنيد … وتأتي هذه الخطوة لتضاف إلى مجموعة خطوات ما هي إلَّا مخطط فرنسي غربي لجر أقدام روسيا لحرب أخرى مسرحها إفريقيا . وهذا التكتكيك السياسي الأطلسي الغربي ككل يُهدف منه التخلص من إلتزامات عالمية أصبح الغرب لا يريدها، وأهمها الشراكة الأممية بين روسيا والصين مثلاً ودول الغرب .
إذاً من الطبيعي أن تجد روسيا متفطنة لهكذا خدعة . وقد كان ردها بتجاهل الأزمة في النيجر إعلامياً وكذلك ربما ستتجاهلها سياسياً ودبلوماسياً . وقد تختار الدخول في ما يطلبهُ الغرب من حرب. وتلعب لعبة الحديد والنار سيما أن الأوضاع في إفريقيا قد تخدم العقلية الروسية ، فروسيا عندما تحارب تسوي المدن بالأرض ولا تبالي ..وإفريقيا قد لا تأمل في خلاص من أزماتها يكون أفضل من الحرب لأنها تعرف كيف تتعايش معها وتستفيد منها . أفضل من أن تتعايش معها مرغمة وتخسر بسببها الغالي والنفيس.
وفي ختام المقالة لا أنسى أن أكرر سُؤال طرحته في الأسبوع الماضي . يدور حول كيفية تجنيد فرنسا والغرب لمن يحملون الرايات الوطنية الروسية في مدن النيجر ومساجده . ويلوحون للروس بقبضات من حديد سمراء فاقع لونها ،كأنها تشتري الحرية وهي في الأصل للخونة الإفتراضيين . كذلك لنا أن طرح سؤالنا الأخر كيف ستقاتل رُوسيا في هذه المعركة ، هل ستواجه من يهتفون بأسمها أو ستواجه من مدربهم على خداعها ؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى