العرب والعالم

رحمة الله التي سوف لن تحل بسهولة على شرق الأرض طالما الحرب هي رغبة غربها

مقالة لزهردخان
علی محمل الجد تنتهي أسخن ساعات الحرب وأيامها ،وتطوي صفحات أحداثها الأليمة نفسها. لتفتح المجال لصفحات أقل ألماً وأوضح أملاً للراغبين في سُبل الراشدين. الباحثين عنها للعبور إلی بر الأمان من أوكرانيا الأزمة إلی دولة القمح والشعير ،ربيبة الغرب الشرسة القوية بسلاحه الدفاعي .الذي غذاها به حتی غطت هزيمتها وهزيمته بنصر يسمح لواشنطن برفض رغبة موسكو في الإقتراب من نهاية الحرب.
سؤال المقال : لماذا رفضت واشنطن عروض موسكو المتعلقة بتخفيض حصار موانئ أوكرانيا مقابل تخفيض العقوبات علی روسيا؟
قبل أن أدون الإجابة الإفتراضية عن السؤال الدائر في رأس العالم منذ أيام ، أشير إلی أن أمريكا رفضت رفضاً كاملاً الفكرة . وقالت أن أي تقليص أو تخفيف للعقوبات سيكون فقط مقابل إنهاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وفي هذا الكلام تبديل كبير في رأي واشنطن ، التي تنازلت به لروسيا ووعدتها برفع العقوبات أو تخفيضها إذا أنهت حربها ضد أوكرانيا. بينما وفي الأصل كانت واشنطن قد فرضت عقوباتها في شكل حِزمٍ حازمة تُعاقب بها عَدوها عقاباُ بعيد الأمد، لا يتوقف حتی تنهار قوة روسيا. فتتفكك كدولة وتضعف كإقتصاد وتنهار كأمة وتجوع كثور هائج وتعزل كقوة عظمی … وأيضاً تنتهي دول الناتو من مرحلة إستفزازها وجس نبضها وتتأكد نهائيا من نجاعة السلاح النووي الروسي ووجوده . لآن المنطق يقول أن القنبلة النووية الروسية إذا لم تستخدم في الدفاع عن روسيا فهي ليست موجودة أصلاً .
وها هو اليوم يشهد علی أن واشنطن جاهزة مرة أخری لشراء سلام تسفتيد منه أوكرانيا ، رغم أنها ستدفع ثمنه من كبريائها وجبروتها عندما تنحني راكعة أمام بوتن . الرجل الذي يلعب الأن بروح قومية تملي عليه ضرورة الإنتباه للفخ الغربي.إنتباهاً يضمن لبلاده الإستمرار في حالة الإتحاد . والإتحاد الروسي قد يكون أهم لبوتن من حربه الشخصية على العقلية الغربية. وعليه من الممكن جداً أن تكون الأيام القادمة تملك الجواب عن سؤال هذا المقال . فمثلاً رفضت واشنطن عرض بوتن وقدمت له عرضها البديل . ويتمثل عرضها في تقليص أمد حزمات العقوبات لصالح روسيا مقابل الرجوع الكامل عن العبث العسكري مع واشنطن .
هناك الإحتمال الأهم في هذا الشأن وأظنه سيكون علی الجميع توقع المستقبل الخاص بأزمة عالم اليوم الكبری . وهذا الإحتمال هو أن تستدير روسيا مجدداً نحو مستقبلها في عالم تحت رحمة أمريكا. وسيكون هذا الغد السياسي الروسي كما في الماضي ولكن ليس تماماً . فغرب اليوم سوف يملي علی روسيا شروطه وهو لا يثق في ثكناتها وصواريخها وترساناتها العسكرية متعددة الجيوش والأساطيل والتوسعات والغزوات الإفتراضية والمتوقعة .
رحمة الله ، التي سوف لن تحل بسهولة على شرق الأرض طالما الحرب هي رغبة غربها
كذلك ستفعل واشنطن وتتساهل أمريكا مع روسيا لصالح عودة السلام والأمن في أوكرانيا. وهذا بالطبع دون أن ننسی الإحتمال الأخر وهو مواصلة الحرب الغربية علی روسيا علی حساب الجميع بما فيهم حلفاء الغرب من صغار الدول . ويوصلنا هذا الإحتمال إلی نشوب حروب وحروب حتی تزول روسيا المتحدة من خارطة عالمنا المتفرق . ولهذا الإحتمال وزنه الأثقل ثم إنه الأثقل لسبب أخر وهو كون روسيا لم تخطط للحرب ولم تختارها رغم أنها لجأت إليها كحل فرض علی شعبها قبل جيشها ومعارضيها قبل نظامها .
خلاصة القول وزبدة المقال وإجابة السُؤال هي : رفضت واشنطن سلام موسكو المبدأي الجُزئي، لآنها ستواصلُ خدمة مصالحها بنفسها . ونفسها أمارة بالسوء وفي خططها منع واضح لرحمة الله، التي سوف لن تحل بسهولة على شرق الأرض طالما الحرب هي رغبة غربها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى