منوعات

هل مددت روسيا عمر عملياتها العسكرية بتوسيع الخطة وجعل أمريكا هي الهدف عسكرياً؟

مقالة لزهر دخان
لا تتوقع للحرب نهاية سريعة أو عاجلة أو حتی قريبة المدی. لأن مداها وفق تصريحات وزير خارجية روسيا الأخيرة هو مدی تقدره أخر العبارات الخارجية الروسية اللادبلوماسية . حيث قال لافروف:إن الهدف من العمليات العسكرية الروسية الحالية في أوكرانيا هو إنهاء عصر أحادية القطب ومنع الولايات المتحدة من بسط سيطرة مطلقة علی العالم.
سؤال المقال : هل مددت روسيا عمر عملياتها العسكرية بتوسيع الخطة وجعل أمريكا هي الهدف عسكرياً؟
لنفترض أن الجواب هو نعم ، ونقدر بناء عنه عمر الحرب التي حتما سوف ستطول لأن المهمة تغيرت . فبعدما كانت حرب بوتن للقضاء علی النازية الجديدة ونزع سلاح أوكرانيا وتقزيم جيشها وحماية جمهوريتي دونتيسك ولوغانيسك وشعبيهما . وهذه ربما مهمة خصص لها أشهر مارس وأفريل ومايو من العام الجاري . بدأت اليوم مهمة إسكات أمريكا دولياً ومشاركتها في قيادة العالم وهذا يلزمه وقتاً طويلاً وربما طويلاً جداً.
روسيا اليوم تمتلك العقل المدبر الشرير الذي سينجح في بسط سيطرته علی بلاد كثيرة في العالم . وأظن أن تشغيل هذا العقل بالروسية كما يُشَغلُ بالأمريكية والفرنسية والإنجليزية واليهودية منذ أمد بعيد. سوف يجدي نفعاً لأن الفرق بين عقلية القوة وعقلية الدبلوماسية تماما هو الوصول وعدم الوصول . المقصود هنا ليس الوصول الشرعي للحقوق المشروعة للدول العظمی ، وإنما أقصد الوصول والنجاح في السيطرة علی العالم دون وجه للحق .
أيها الغربيون الحلفاء من الثور الأبيض فينا ، ولأي الأسباب نأكل بهذه الشراهة والشهية الروسية.
إذاً قد أعلن لافروف بتاريخ هذا الإثنين 11أفريل 2022م علی بداية سعي بلاده العلني لإشراك قواتها الوحشية بعقلية شريرة ستنازع بها دول الغرب غير المنازعة سابقا في هذا الشأن من قبل دول عظمی كروسيا التي ستحارب اليوم خارج أراضيها . حرباً تسعی بخوذها لإجبار أمريكا علی النطق بعبارة أيها الغربيون الحلفاء من الثور الأبيض فينا ، ولأي الأسباب نأكل بهذه الشراهة والشهية الروسية.
موسكو تقول :إن العملية العسكرية تهدف لإنهاء الهيمنة الأمريكية علی العالم ، ولهذا التطور السياسي العسكري في العقلية الروسية جعلها مجبرة لإستخدام سلاح الغرب ضد البشرية . وهو الظلم الذي منه الجريمة سيما في الحرب ،والبشاعة سيما في الغارات في عز الظلام من شاهق السماء ، والإرهاب سيما ضد المدنين . وقد بدأت روسيا تتطور في هذا الشأن للخلاص من الظلم بالظلم ، ومن الجور بالجور . وللخروج من الحفرة بزج العدوة فيها.
خلاصة القول تتمثل في صياغة مبسطة مفهومة لما أردت إستخلاصه من قول لافروف بعد مقولات بوتن . فبوتن أصرف في تصريف تهديده ووعيده للغرب بالحرب .راميا بكلامه إلى كونه مدافعا عن جانب من كرامة وشجاعة الروس . الذين حقيقة كانوا قديما وقبل أشهر قليلة يستحقون رجولة أقوى من التي تطل منذ سنوات من أعين ثعلب إسمه بوتن. ثعلب اليوم أيضاً إسمه بوتن ، وقد أصبح أكثر رجولة من الزمن الغابر. فهو اليوم خالي الجعبة من أسلحة الرد بالمثل . لكونه قد صار سباقاً بالمثل . ولنا أن نستخلص من تصريحات خارجيته هذه الأيام أنه سيسحق بالصواريخ والأسلحة السمية وربما النووية والكميائية كل من سيقف في طريق عقليته الشريرة .
كذلك ومن جهة أخرى ربما تكون أمريكا قد نجحت في توريط روسيا بجميع رجالاتها وسيداتها وجنرالاتها .وجرتها إلى حرب المُدن والشوارع. لتتمكن من إجبارها على لعب لعبة الحرب التي ستخسر فيها روسيا ما خسره الغرب.وما وتكبده في العراق وأفغانستان ، هناك وآن ذاك حيث وعندما كانت الهزائم كبيرة وعظيمة . وقد لا ينساها الغرب حتى تتجرع الدول العدوة مثلها . حيث إنه ليس من الهين عسكريا أن يهزم جيش بأكمله من التحالف الغربي في أفغانستان على يد طالبان. ويخلف خلفه عشرات الألاف من القطع الألية العسكرية كغنائم لمن هم أصلاً في نظر الغرب مهزومين وضعفاء . فما بالك لو كانوا في نظره وإعترافاته أقوياء منتصرون.
مع هذا ورغم أن بوتن ولافروف قد أعلنا أن روسيا ستارب لتنهي دور أمريكا التسلطي العدائي في قيادة قوة العالم بقوتها المطلقة . نحن لا نتوقع أن تقع روسيا برمتها في الفخ وتواصل القتال الذي سيستنزف قدراتها الماديةوالبشرية ونتوقع أن تتراجع القوات الروسية إلى ثكناتها ومرابضها ألصلية بعد مهمة تأديب الأطلسي في أراضي أوكرانيا وعدم الرضوخ لشروط وعقوبات الغرب .
وعلى ذكر العقوبات المفروضة على روسيا ، نحن نتوقع أن تكون هي السبب الوحيد والمباشر الذي سيجعل روسيا مجبرة على خوذ حروب شبيهة بما تفعله اليوم في أوكرانيا .لآن القاعدة تقول أن الهجوم يجدي نفعا كوسيلة للدفاع وهذا. في حالة ما إذا كنت سوف تخسر بنسبة مئة بالمئة إذا لم تهاجم هجوما يربحك ببعض النسب المرضية . وعليه يفترض أن نستنتج أن العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا جعل الجنرالات الروس يقررون التوقيع على خطط خوذ حروب ضد أمريكا في أماكن أخرى من العالم. وقد بدأوا اليوم من أوكرانيا لتكون أولى هروبهم العسكرية ضد حُروب الغرب الإقتصادية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى