مقالات

أبوالياسين: لـ اليمين المتطرف المسلمين في فرنسا لاخوف منهم وأصواتهم تغير المشهد الإنتخابي

كتبت: نسمه تشطة
قال” نبيل أبوالياسين” رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في الشأن العربي، والقضايا العربية والدولية، في بيان صحفي صادر عنه يوم «الأربعاء» للصحف والمواقع الإخبارية، إن الرئيس الفرنسي المنتخب “إيمانويل ماكرون”مدعو الآن لرد الإعتبار للناخبين الفرنسيين المسلمين الذين صوّتوا له بكثافة خلال الجولة الثانية من الإنتخابات، وكانوا سبب رئيسي في فوزهُ بولاية رئاسية ثانية، ورغم أنه ساهم في تأجيج حملة أحزاب اليمين المتطرف ضد المسلمين خلال السنوات القليلة الماضية.
وأضاف”أبوالياسين” أن الرئيس الفرنسي، للأسف خضع للأقلية داخل حزبهُ التي كانت تسعىّ لمناهضة الإسلام والمسلمين، وهو يتحمل قسطاً مهماً في إرتفاع منسوب، وصوت تأجيج اليمين المتطرف في فرنسا، وأن ماكرون مدعو الآن خلال السنوات الخمس المقبلة لتصحيح الأخطاء، وعدم الإنصياع لإملاءات الأقلية من حزبهُ الذين ساهموا بشكل كبير في فقدان باريس الكثير من مكانتها في العالم الإسلامي.
مضيفاً: أن أصوت المهاجرين من العرب والمسلمين، وغيرهم من باقي دول العالم أصبحت لها وزن بشكل كبير في المشهد الإنتخابي الفرنسي، وأن نتيجة الدور الثاني من الإنتخابات وجّهت رسائل كثيرة للسياسيين الذين يريدون الترشح للإنتخابات المقبلة فيما بعد،
وأن إستخدام اليمين المتطرف موجة التخويف المنظمة من الإسلام في فرنسا في الأيام الماضية، بَاءتْ مَسَاعِيهِا بالفشل، وأيقن الفرنساويين، وغيرهم من جميع دول العالم بأنها غير حقيقية طالما أن المهاجرين المسلمين تمكنوا من الوصل إلى أعلى المراكز العلمية، والمهنية في فرنسا، لكن أحزاب اليمين المتطرف لا تزال مصرة على خطابها العدائي الذي يستند إلى إحتياجات يومية للمواطن الفرنسي، ونهجاً مهماً تستخدمة رغم أنه تسبب في فشلهم وهزيمتهُم، والسخرية التي تُلاحق مرشحتهم”مارين لوبان”بعد خسارتها الإنتخابات الرئاسية للمرة الثالثة.
ولفت”أبوالياسين”إلى ما نشرهُ الكوميدي المغربي المقيم في فرنسا “أمين الراضي” حيثُ نشر مقطعاً مصوراً عبر حساباتهُ في منصات التواصل الإجتماعي سخر فيه من زعيمة اليمين المتطرف “مارين لوبان” بعد خسارتها في إنتخابات الرئاسة، وقال” الراضي” في المقطع الذي إنتشر على نطاق واسع إن “لوبان “ لم تقل إن شاء الله، ولذلك خسرت للمرة الثالثة منذ ترشحها في إنتخابات 2002.
ولقد حقق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «فوزاً تاريخياًّ»بعد إنتخابه لفترة رئاسية ثانية ليصبح بذلك الرئيس الثامن للجمهورية الفرنسية الخامسة، وأول رئيس فرنسي يُعاد إنتخابه لولاية ثانية خلال 20 عاماً منذ إعادة إنتخاب الرئيس السابق”جاك شيراك “عام 2002، ويعتبر ماكرون أصغر رئيس لفرنسا حيث ولد عام 1977 في مدينة أميان، وخلال سنوات الدراسة وقع ماكرون في حب معلمته”برجيت ترونيو” ليتزوجها بعد 17 عاماً.
وأما بالنسبة عن مساره السياسي، فقد عُيِّن “ماكرون” مفتشاً مالياًّ في وزارة الإقتصاد عام 2004 لينضم بعدها بـ 4 سنوات إلى مجموعة “روتشيلد” المالية الدولية،
وأصبح جزءاً من فريق عمل الرئيس الفرنسي الأسبق “فرانسوا هولاند”في عام 2012 بعد أن عُيِّن مستشاراً إقتصادياً له، ثم شغل منصب وزير الإقتصاد بعدها بعامين، وإستقال من هذا المنصب في عام 2016 وأسس حركة “الجمهورية إلى الأمام” آنذاك.
وترشح ماكرون في الإنتخابات الفرنسية في 2017، وفاز بفترته الرئاسية الأولى على مرشحة اليمنين المتطرف “مارين لوبان” بنسبة 66.1%،
ووعد “ماكرون” حينها خلال حملته الرئاسية بتخفيض الضرائب، وحل العديد من القضايا الإقتصادية إلا أنه واجه خلال حكمه أزمات قوية منها خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي، فضلاً عن أزمة إنتشار “فيروس كورونا”، وما أعقبها من أزمة الحرب على أوكرانيا.
وإستطرَد”أبوالياسين” الحديثَ، إلى المشاكل “الداخلية” حيثُ واجه ماكرون أزمة إحتجاجات أصحاب السترات الصفراء، ومقاطعة المنتجات الفرنسية بعد الإساءة للنبي محمد “صلى الله عليه وسلم”، مما أثر سلباً على وعوده الإنتخابية وإنعكس على الوضع المعيشي للمواطن الفرنسي.
وربط”أبوالياسين”التشكيك في أمر المعراج، والهجوم المستمر على القرآن، والسنة بالخطاب العدائي المتكرر من اليمين المتطرف، وإستمرار الإنتهاكات الهندية ضد المسلمين وأنهُ أمر مدبر تقف وراءهُ جهات سياسية دولية تُحرك أذرعتها ليروجون لها، وتهدف إلى ضرب مصادر القوة عند المسلمين، وحذرنا مراراً، وتكراراً من المؤامرات التي تستهدف الإسلام والمسلمين من هؤلاء، ولفتنا إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي أتهم سابقاً وبشكل رسمي الحكومة الهندية بالتمييز ضد المسلمين، ودعم العنف، وجرائم الكراهية من قبل القوميين الهندوس ضد المجتمعات المسلمة.
وأشار”أبوالياسين” إلى الهند وفرنسا، والإتحاد الأوربي الذين إعترضوا على اليوم العالمي لمكافحة
“الإسلاموفوبيا”، ومن خلال تقريراً نشر على موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تحدث فيه عن رفض الثلاثة، وإعتراضهم على تدشين يوم دولي لمكافحة ما أسماه “بـ “الإسلاموفوبيا، وقال؛ الموقع إن أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة تبنّوا قراراً قدمته دولة باكستان للتذكير باليوم السنوي للهجوم على مسجدين في نيوزيلندا خلّف 51 ضحيه.
مشيراً: إلى أنه أيّد القرار 55 دولة مسلمة في منظمة التعاون الإسلامي، وفقاً للموقع أبرزها السعودية وإيران ومصر وتركيا وقطر وسوريا والجزائر والمغرب، ودول أخرى في الخليج وشمال أفريقيا، ورحبت منظمة المؤتمر الإسلامي، بالقرار وقالت: إنه سيعزز الوعي العالمي بخطر الكراهية والتعصب ضد الإسلام والمسلمين، وأيّدت دول غير مسلمة القرار أبرزها روسيا التي تشنّ حرباً على أوكرانيا الآن، والصين التي تُتهم بإرتكاب جرائم ضد الأقلية المسلمة “الإيغور”، في وقت أعربت فرنسا، والهند عبر مندوبيهما عن رفض القرار.
كما أشار: إلى تبريرات مندوب فرنسا نيكولا دي ريفيير “الوَاهِيَةٌ” التي لا قيمةَ لهَا، بأن القرار غير مُرضي وإشكالي، وأن فرنسا تدعم حماية الأديان، والمعتقدات جميعها لكنها تشكك في التفرّد بدين معيّن، وأنه لا يوجد إتفاق على مصطلح”الإسلاموفوبيا” في القانون الدولي، ولا يوجد تعريف معيّن له، عكس حرية الدين أو العقيدة، ولكن هذه هي الحرية التي تدافع عنها فرنسا، وكذلك الحريات العامة جميعها مثل حرية التعبير أو الإدانة.
متواصلاً: أن معارضة فرنسا للقرار تأتي في وقت كانت تواجه حكومة الرئيس “إيمانويل ماكرون” إتهامات بالإسلاموفوبيا بسبب إتخاذها سياسات تهدف إلى معالجة النزعة الإنفصالية والإسلامية، والقوى الجديدة التي إستخدمت لإغلاق المساجد ومنظمات الجالية الإسلامية، مشيراً؛ إلى أن معارضة فرنسا لقرار الأمم المتحدة بتخصيص يوم للإسلاموفوبيا لم تكن مفاجأة لأن فرنسا أصبحت دولة معادية للدين الإسلامي ولا تستطيع إلا أن تعارض إنشاء يوم دولي قد يساعد في تحميلها المسؤولية عن الإسلاموفوبيا.
وأكد”أبوالياسين” أن الصعود المتنامي لليمين المتطرف، والخطابات المضادة للإسلام، والمسلمين في فرنسا خلال السنوات الأخيرة الماضية، لا يزال أمراً مقلقاً، ومحيراً، وأن فرنسا فقدت الكثير من مكانتها وبريقها في العالمين الإسلامي والعربي جراء خطاب معادَ للإسلام يجد الكثير من حضوره، وتفاصيله في الدوائر الرسمية والشعبية، عكس ما كان عليه الأمر في عهد الرئيس الفرنسي “جاك شيراك” الذي رفض الحرب على العراق، ودخل في مواجهات مفتوحة من إسرائيل، وسياستها العنصرية في الأراضي الفلسطينية.
مؤكداً: أن الدور الفرنسي تراجع كثيراً في منطقة الشرق الأوسط عكس ما كان عليه الأمر أيام الرئيسين السابقين”فرانسوا ميتران، وجاك شيراك” الذين كان لهما بصمة واضحة في مجال الصراع العربي الإسرائيلي، وإن فرنسا على عهد “ماكرون” ملزماً، بلعب دور أكثر نشاطاً، وحيوية بهدف التوصل لحل لهذه المعضلة التي أعجزت المجتمع الدولي، وخاصةً بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى