منوعات

مظاهر احتفال الفاطميين برأس السنة الهجرية

بقلم : محـمـد جـمـال

يتطرق فى أذهان المسلمين فى هذه المناسبة العظيمة هجرة الرسول – ص – وأصحابه المهاجرين من مكة الى المدينة المنورة ، بعدما نال رسولنا الكريم العديد من الاضطهادات والمضايقات من جانب قريش ومنعهم بث الدعوة الاسلامية فى مكة ، ففر النبى – ص – بدينه الى المدينة المنورة واستقبله اهلها بحفاوة شديدة وأنشدوا له النشيد المشهور لدينا

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالامر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع

ويكمن أهمية هذا الحدث فى أن هذه المدينة هى أولى المدن التى تمتعت بسيادة الاسلام فيها وطبق فيها النبى – ص- سياسته السمحة المتمثلة فى المؤاخاة بين المهاجرين الذين هاجروا معه وعلى رأسهم سيدنا أبى بكر الصديق والانصار وهم أهل المدينة ومعاملته الحميدة تجاه يهود المدينة واصداره للصحيفة التى تنظم العلاقات بين سكان المدينة

فلذلك كله يحنفل المسلمون كل عام ببداية السنة الهجرية وتذيع وسائل الاعلام الاناشيد التى تحمل كل معانى المدح للنبى – ص – والافلام التى تعرض البعثة النبوية ومشاهد الهجرة وتتحدث البرامج الدينية عن سيرة الرسول ونشأته وطريقه للمدينة

أما الفاطميون أصحاب المذهب الشيعى فكان لهم طابع خاص بهم للاستعداد بحلول السنة الهجرية الجديدة والاحتفال بها وخاصة عند مطلع العشرة الاخيرة من شهر ذى الحجة ولما يأتى اليوم التاسع والعشرون من هذا الشهر يخرج الخليفة من قصره راكبًا خيله متجهًا نحو مكانًا يجلس فيه تستره الستائر ، وأيضًا يخرج الوزير من داره ومعه الامراء والحاشية والغلمان لكى يصل الى مكان جلوس الخليفة ولما يُقابل الخليفة فى مكانه تُرفع له الستائر ويقف أمام الخليفة ويُصافحه ثم يتلو القرآء بعض آيات من القرآن الكريم ، ثم يبدأ الخليفة فى استعراض الخيل وقراءة ما تيسر من آيات القرآن الكريم

وفى أول يوم من شهر المحرم يسير الخليفة مع وزيره فى موكب الصبيان لكى يصل الى الجامع الأقمر – الجامع الذى بناه الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله ووزيره المأمون البطائحى – ثم يعود موكب الخليفة الى القصر
هذه هى طريقة الفاطميين فى الاحتفال بالسنة الهجرية الجديدة ، فيجب علينا ان نتمسك بأخلاق الرسول وسلوكياته الحسنة ونقتدى بها فى جميع نواحى حياتنا ويجب علينا أيضًا ألا نكتفى باحياء هجرة الرسول – ص- وذكر محاسنه فى هذه المناسبة فقط والا نبخل بالصلوات عليه وقراءة سيرته النبوية فى كل وقت . صلى عليه الله وسلمه تسليما

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى